للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ولشكره على توسطه - عليه الصلاة والسلام - في كل نعمة تصل إلينا - كما يعتقد الصاوي - تتوجب ملاحظته في كل عمل نقوم به، يقول في تفسير قوله تعالى: {قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ} صلوات الرسول: "أي دعواته لأنه الواسطة العظمى في كل نعمة فتجب ملاحظته في كل عمل؛ لأن الله تعبدنا يالتوسل به، قال تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} فمن زعم أنه يصل إلى رضا الله بدون اتخاذه - صلى الله عليه وسلم - واسطة ووسيلة بينه وبين الله تعالى ضل سعيه وخاب رأيه، فهو باب الله الأعظم والوصول إليه وصول إلى الله لأن الحضرتين واحدة، ومن فرق لم يذق للمعرفة طمعًا" (١)

- ولكل ما تقدم ذهب إلى مشروعية التوسل بالرسول، يقول: "وقد ورد أنه لا يجوز القسم على الله تعالى إلا بأسمائه العلية أو بسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، كما في الحديث الشريف (من كان له حاجة عند الله فليقل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بحبيبك المصطفى عندك يا سيدنا يا محمد أتوسل بك إلى ربى في قضاء حاجتى هذه لتقضى لي) (٢) " (٣)

- وكانت الحقيقة النورانية المحمدية مما طال كلامه في تقريرها، يقول: محمد النور الذاتى: أي نور ذات الله، أي الذي خلقه الله بلا مادة لأنه مفتاح الوجود، ومادة لكل موجود فهو ممد لجميع ذوات الخلق وصفاتهم دنيا وأخرى بواسطة أنه مهبط التجلى لأسماء الله تعالى وصفاته" (٤)

- هذا والصاوى يطيل النفس كثيرًا في ذكر ما اختص به من صفات - عليه الصلاة والسلام - بين خلقية، وخلقية حتى يصل إلى درجة الغلو البين.


(١) المرجع السابق: (٢/ ١٥٤)، وانظر: حاشية الصلوات: ٧٣.
(٢) أخرجه الترمذي في: كتاب الدعوات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رقم الحديث: ٣٥٧٨ وقال حديث صحيح حسن غريب: (٥/ ٥٣١). وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه: كتاب الصلاة - باب صلاة الترغيب والترهيب، رقم الحديث: ١٢١٩ (٢/ ٢٢٥). وفى سنن ابن ماجه: باب ما جاء في صلاة الحاجة، برقم: ١٣٨٤: (١/ ٤٤٢) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه برقم: ١١٣٧: (١/ ٢٣٢).
(٣) حاشية الصلوات الدرديرية: ٩٤.
(٤) المرجع السابق: ٤٧.

<<  <   >  >>