للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما عن مستقر أرواح المؤمنين، فقد ورد في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في الشهداء: (أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوى إلى تلك القناديل) (١).

كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجع إلى جسده يوم يبعث) (٢).

وما أخبر به من أن أرواح الكفار ببئر برهوت بحضرموت؛ فهذا ما ورد به الخبر عن عبد الله بن عمرو، حيث قال: "أرواح المؤمنين تجمع بالجابيتين، وأرواح الكفار تجمع ببرهوت: سبخة بحضرموت" (٣).

والكلام في هذه الجزئية من مسائل الروح لا يخرج عن وصف مستقر روح المؤمن بالثواب والنعيم، ومستقر روح الكافر بالعذاب والجحيم، أما على جهة التفصيل فـ "الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت، فمنها أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى، وهى أرواح الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم -، وهم متفاوتون في منازلهم، كما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء.

ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، وهى أرواح بعض الشهداء لا جميعهم، بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنة لدين عليه، أو غيره، كما في الحديث الشريف أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله: مالى إن قتلت في سبيل الله؟ قال: (الجنة فلما ولى، قال: إلا الدين! سارنى به جبريل آنفًا). (٤)


(١) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الإمارة - باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة: (١٣/ ٣١).
(٢) سنن ابن ماجه: كتاب الزهد - باب ذكر القبر والبلى، رقم الحديث: ٤٢٧١: (٢/ ١٤٢٨). وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه: برقم: ٣٤٤٦: (٢/ ٤٢٣).
(٣) صحيح ابن حبان: كتاب الجنائز - فصل في الموت وما يتعلق به، رقم الحديث: ٣٠١٣: (٧/ ٢٨٣). وصححه الألباني في السلسلة، برقم: ٩٩٥: (٢/ ٧٢٩).
(٤) أخرجه النسائي في المجتبى: كتاب الجهاد - باب من قاتل في سبيل الله تعالى وعليه دين، رقم الحديث: ٣١٥٥: (٦/ ٣٣). وصححه الألباني في صحيح النسائي برقم: ٢٩٥٧، وقال: حسن صحيح: (٢/ ٦٦٣).

<<  <   >  >>