للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم من يكون محبوسًا على باب الجنة؛ كما في الحديث الآخر رأيت صاحبكم محبوسًا على باب الجنة.

ومنهم من يكون محبوسًا في قبره، كحديث صاحب الشملة التي غلها ثم استشهد، فقال الناس: هنيئًا له الجنة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسى بيده إن الشملة التي غلها لتشتعل عليه نارًا في قبره. (١)

والنفس التي لم تكتسب في الدنيا معرفة ربها ومحبته وذكره والأنس به والتقرب إليه، بل هي أرضية سفلية، لا تكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك" (٢)

* * *

الموت:

لقد تناول الصاوي في تحريره للمسائل المتعلقة بالموت مسألتين هما:

الأولى: حقيقة الموت:

فالكلام عن حقيقة الموت مما كثر الحديث فيه. والصحيح فيه كما ذكر الصاوي أنه أمر وجودى لدلالة الحديث الصحيح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادى منادٍ: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه. ثم ينادى: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح. ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت. ثم قرأ: وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الأمر وهم في غفلة - وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا - وهم لا يؤمنون) (٣).

ولا يمنع من كونه عرضًا كما عرفه الصاوي متابعة لأسلافه من المتكلمين أن


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المغازي - باب غزوة خيبر، رقم الحديث: ٤٢٣٤.
(٢) الروح: لابن القيم: ١١٥.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التفسير - باب وأنذرهم يوم الحسرة، رقم الحديث: ٤٧٣٠.

<<  <   >  >>