للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذًا لمن منعه مطلقًا عن كل من أطلق عليه مسمى صحابى، فعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليردن على ناس من أصحابي الحوض، حتى إذا عرفتهم اختلجوا دونى، فأقول: أصحابي؟ فيقول: لا تدرى ما أحدثوا بعدك).

وفي حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، فأقول: يا رب أصحابي. . الحديث (١)، وعن أبي بكرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليردن على الحوض رجال ممن صحبنى ورآنى، حتى إذا رفعوا إلى ورأيتهم اختلجوا دونى، فلأقولن: رب، أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك). (٢)

وكان للعلماء عددًا من التوجيهات التي فسروا بها الصحبة المثبتة هنا لهؤلاء المذادين ذكرها الحافظ - رحمه الله - منها أن المقصود بهؤلاء "الذين ارتدوا على عهد أبى بكر فقاتلهم أبو بكر، يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر. ."

وهذا إنما يتوجه لغير المشهورين من الصحابة فإنه "لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدنيا، وذلك لا يوجب قدحًا في الصحابة المشهورين"

وقال بعضهم: يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبى الكبائر، كما لا يمتنع دخول أصحاب البدع في ذلك، ولكن رد وصمهم بالابتداع لأن البدع إنما حدثت من غير القرن الذين صحبوا رسول الله.

وبهذا يكون المراد هنا الصحبة العامة التي تثبت بالرؤية والدخول في الإسلام وهذا ما أثبته سابقًا، فليس المراد المشهورين من الصحابة ولا من كانت له سابقة في الإسلام، يقول الحافظ: "وأجيب بحمل الصحابة على المعنى الأعم"

كما أن في رواية أصيحابى بالتصغير ما يدل "على قلة عددهم" (٣)


(١) صحيح البخاري: كتاب الرقاق - باب في الحوض، رقم الحديث: ٦٥٧٦ - ٦٥٨٢.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث بكرة: (٦/ ٣٣)، وحسنه الحافظ في الفتح: (١١/ ٣٨٥).
(٣) فتح الباري: (١١/ ٣٨٥ - ٣٨٦).

<<  <   >  >>