للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وآية الحجاب، قلت يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب.

واجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغيرة عليه، فقلت لهن: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} (١).

فكان هذا دليلًا على حصول الانكشاف، الذي به يتحصل علم الغيب، لكن هو دون رتبة الأنبياء.

ومن ذلك ما أورده الصاوي من قصة مريم - عليها السلام -، وذلك الذي أتى بالعرش لسليمان - عليه السلام -، وتسميته بآصف قد وردت بها روايات ضعيفة (٢) لا يصح اعتمادها في التسمية.

ومن ذلك ما أخبر به الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: (بينما رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله! ما اسمك؟ قال: فلان. للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله! لم تسألنى عن اسمى؟ فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا، فإنى أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وأكل أنا وعيالى ثلثًا، وأرد فيها ثلثه) (٣).

فـ "إذا ثبت ما ذكرت من الدلائل على جواز ظهورها بخرق العادة على يد الأولياء على سبيل الكرامة، فماذا تتميز الكرامة عن المعجزة؟ اختلفوا فيه، فذهب قوم إلى أن شرط الكرامة: أن تكون من غير إيثار واختيار من الولى، والمعجزة


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الصلاة - باب ما جاء في القبلة، رقم الحديث: ٤٠٢.
(٢) انظر: كرامات أولياء الله لـ الإمام اللالكائى، تحقيق الدكتور أحمد سعد حمدان الغامدى، فقد بين انقطاع هذه الرواية: ٨٠.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الزهد - باب الإنفاق على المساكين: (١٨/ ١١٥).

<<  <   >  >>