وهذه المذاهب كلها باطلة سوى مذهب الجمهور فإنه الحق.
والدليل عليه: أنا نكتفي في التعديل باختبار واحد منا، أو بتزكيته مع أنه لا يعلم إلا بعض الظواهر، ومع عدم عصمته عن الكذب فالاكتفاء بتزكية علام الغيوب الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء مع عدم جواز الكذب عليه، وبتزكية رسوله مع عصمته عن الخطأ والكذب أولى.
قال الله تعالى في حقهم:{لقد قضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}.
وقال تعالى:{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار} إلى آخر السورة.
وقال تعالى:{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم}.
وقال في حق الأنصار:{والذين تبوؤوا الدار والإيمان} الآية.
وأما الاستدلال بقوله تعالى:{وكذلك جعلناكم أمة وسطا}.
وقوله:{كنتم خير أمة أخرجت للناس} ففيه نظر؛ من حيث إنه لا يجوز استعمال اللفظ في معنيين مختلفين، وقد سبق في الإجماع أن المراد منهما مجموع الأمة من حيث المجموع، فلا يراد كل واحد منهم، وإلا لزم المحذور المذكور.