بالقياس، وصوبهما الرسول- عليه السلام-، فدل على أنه حجة فهو حجة مستقلة ويؤكد لكون القياس مرادًا من قوله:(أجتهد رأيي).
وقد روى أيضًا أن الرسول- عليه السلام- قال لابن مسعود (اقض بالكتاب والسنة إذا وجدتهما، فإن لم تجد الحكم فيهما فاجتهد برأيك).
والاحتجاج مثل ما تقدم في حديث معاذ.
فإن قيل: لا نسلم صحة الحديث، وبيانه من وجوه:
أحدهما: أنه مرسل، وقد ثبت أن المرسل ليس بحجة.
سلمنا أنه مسند لكنه مسند إلى مجاهيل، إذ روى الحديث عن أناس مجاهيل من أهل حمص، وقد بينا أنه لا تقبل رواية المجاهيل.
وثانيها: أنه روى على وجه آخر لا يمكن الجمع بينه وبينما رويتم وهو أنه لما قال معاذ- رضي الله عنه-: "اجتهد رأيي" قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتب إلى، اكتب إليك"، إذ الواقعة واحدة فكان الجمع بينهما متغدرًا.
وثالثها: أنه مشتمل على الخطأ فوجب أن لا يكون صحيحًا.