وقال ابن كثير ﵀: كان أبو نصر المروزي إمامًا في القراءات، وله فيها المصنفات، وسافر في ذلك كثيرا، واتفق له أنه غرق في البحر في بعض أسفاره، فبينما الموج يرفعه ويضعه إذ نظر إلى الشمس قد زالت فنوى الوضوء، وانغمس في الماء ثم صعد فإذا خشبة فركبها وصلى عليها ورزقه الله السلامة ببركة الصلاة، وعاش بعد ذلك دهراً. [البداية والنهاية ١٢/ ٢١٣].
• وعن علي بن محمد ﵀ قال: كنت في بادية تبوك فتقدمت إلى بئر لأستقي منها فزلقت رجلي فوقعت في جوف البئر فرأيت في جوف البئر زاوية واسعة فأصلحت موضعًا وجلست عليه، وقلت: إن كان مني شيء لا أفسد الماء على الناس، وطابت نفسي وسكن قلبي، فبينا أنا قاعد إذا بخشخشة، فتأملت فإذا أنا بأفعى تنزل عليّ، فراجعت نفسي، فإذا هي ساكنة علي، فنزل فدار بي وأنا هادئ السر لا تضطرب علي نفسي ثم لف ذنبه وأخرجني من البئر وحلل عني ذنبه، فلا أدري أرض ابتلعته أو سماء رفعته، ثم قمت ومشيت. [المنتظم ١٣/ ٣٨٨].
• وكان أبو الطيب الطبري ﵀ قد جاوز المائة سنة وهو ممتَّع بعقله وقوته، فوثب يومًا من سفينة كان فيها إلى الأرض وثبة شديدة، فعوتب على ذلك، فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر. [الجامع المنتخب / ١٣١].
• وعن أبي علي الروذباري قال: كان سبب دخولي مصر، حكاية بنان البغدادي ﵀، وذلك أنه أمر ابن طولون بالمعروف، فأمر أن يلقى بين يدي السبع، فجعل السبع يشمه ولا يضره، فلما أخرج من بين يدي السبع قيل له: ما الذي كان في قلبك حين شمك السبع؟ قال: كنت أتفكر في اختلاف الناس في سؤر السباع ولعابها. (١) [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٤١٨].
• وقال ابن كثير ﵀: استدعى ابن الفرات ﵀ يومًا ببعض الكتاب،
(١) الذي في السير: أن بنانًا الحمّال قام إلى وزير خمارويه - صاحب مصر - وكان نَصرَانِيَّا، فأنزله عن مركوبه وقال: لا تركب الخيلَ وعيِّر، كما هو مأخوذ عليكم في الذِّمَّة، فأمر خمارويه بأن يُؤخذ ويُوضع بين يدي سَبُع، فطُرِح، فبقي ليلةً، ثم جاؤوا والسَّبُعُ يلحَسُه وهو مستقبل القِبْلَة، فأطلقَهُ خُمارويه واعتذر إليه. [السير (تهذيبه) ٣/ ١١٦٩]