للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال رجل لعائشة : أنه بلغني أنك تقولين: إذا مرض المسلم كتب له عمله الذي كان يعمل من آخر مرضه، فقالت: ليس هكذا قلت، إنما قلت: يكتب له أحسن عمله مع آخر مرضه. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٢٥٢].

• وعن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن من حدثه عن عثمان بن مظعون، قال: لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله من البلاء، وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة، قال: والله إن غدوي ورواحي آمنًا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من الأذى والبلاء ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي. فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: يا أبا عبد شمس وفت ذمتك، وقد رددت إليك جوارك، قال: لمّ يا ابن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا، ولكني أرضى بجوار الله ﷿ ولا أريد أن أستجير بغيره.

قال: فانطلق إلى المسجد فاردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية.

قال: فانطلقا ثم خرجا حتى أتيا المسجد فقال لهم الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري، قال لهم: قد صدق قد وجدته وفيًا كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله فقد رددت عليه جواره.

ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة بن مالك بن كلاب القيسي في المجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان. فقال لبيد وهو ينشدهم:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

فقال عثمان: صدقت، فقال:

وكل نعيم لا محالة زائل

فقال عثمان: كذبت، نعيم أهل الجنة لا يزول.

قال لبيد بن ربيعة: يا معشر قريش والله ما كان يؤذي جلسكم، فمتى حدث فيكم هذا؟ فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه في سفهاء معه قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله، فرد عليه عثمان حتى سرى - أي عظم - أمرهما. فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها، والوليد بن المغيرة قريب

<<  <   >  >>