للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مرَّات، أحمدُ إذ لَم يكُن أعظم منها، وأحمَدُ إذ رزقَني الصَّبْر عليها، وأحمدُ إذ وفَّقني للاسترجاع لِماَ أرجو مِن الثواب، وأحمَدُ إذ لم يجعلْها في ديني. (١) [السير (تهذيبه) ١/ ٤٥٧].

• وعن طلق بن حبيب قال: مكتوب في الإنجيل: يا ابن آدم إذا ظُلمت فاصبر؛ فإن لك ناصرًا خيرًا منك لنفسك ناصرًا. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٤٥٣].

• وقال عروة بن الزبير : رُبّ كلمة ذُلٍّ احتملتها أورثَتْني عزًّا طويلاً. [صفة الصفوة ٢/ ٤٤١].

• ولما وقعت الأكلة في رجل عروة بن الزبير ، قيل له: ألا ندعو لك طبيبا؟ قال: إن شئتم، فجاء الطبيب، فقال: أسقيك شراباً يزول فيه عقلك، فقال: امض لشأنك، ما ظننت أن خلقًا يشرب شرابا يزول فيه عقله، حتى لا يعرف ربه، قال: فوضع المنشار على ركبته اليسرى ونحن حوله، فما سمعنا له حسّاً، فلما قطعها أخذها بيده، وقال: اللهم إنك تعلم أني لم أنقلها إلى معصية لك قط، وجعل يقول: لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليتني لقد عافيت، وما ترك جزؤه بالقرآن تلك الليلة.

وأُصيب بابن له في ذلك السفر، دخل اصطبل دواب من الليل ليبول فركضته بغلة فقتلته، وكان من أحب ولده إليه، ولم يُسمع من عروة في ذلك كلمة، حتى رجع، فلما كان بوادي القرى قال: … ﴿لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا﴾ [الكهف: ٦٢] اللهم كان لي بنون سبعة فأخذت منهم واحدا وبقيت ستة، وكانت لي أطراف أربعة فأخذت مني طرفا وبقيت لي ثلاث، وأيمك لئن


(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والحمد على الضراء يوجبه مشهدان:
أحدهما: علم العبد بأن الله - سبحانه - مستوجب لذلك، مستحق له لنفسه، فإنه أحسن كل شيء خلقه، وأتقن كل شيء، وهو العليم الحكيم، الخبير الرحيم.
والثاني: علمه بأن اختيار الله لعبده المؤمن، خير من اختياره لنفسه، كما روى مسلم في صحيحه، وغيره عن النبي أنه قال: (والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له). مجموع الفتاوى ١٠/ ٢٩

<<  <   >  >>