آخر، وقطيفة، قالت: بلى، قلت: فإني رأيته يطلب علفًا بدرهم نسيئة، قالت: ما بات حتى فرقها، فأخذ القطيفة فألقاها على ظهره ثم ذهب فوجهها ثم جاء. فقلت: يا معشر التجار ما تصنعون بالدنيا وابن عمر أتته البارحة عشرة آلاف درهم وضح، فأصبح اليوم يطلب لراحلته علفًا بدرهم نسيئة. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٢١٣].
• وعن ميمون بن مهران؛ أن امرأة ابن عمر ﵁ عوتبت فيه فقيل لها: أما تلطفين بهذا الشيخ؟ فقالت: فما أصنع به، لا نصنع له طعامًا إلا دعا عليه من يأكله، فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأطعمتهم، وقالت لهم: لا تجلسوا بطريقه. ثم جاء إلى بيته فقال: أرسلوا إلى فلان وإلى فلان. وكانت امرأته أرسلت إليهم بطعام، وقالت: إن دعاكم فلا تأتوه. فقال ابن عمر ﵁: أردتم أن لا أتعشى الليلة فلم يتعش تلك الليلة. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٢١٤].
• وعن ميمون بن مهران قال: مر أصحاب نجدة الحروري على إبل لعبد الله بن عمر ﵁ فاستاقوها، فجاء راعيها، فقال: يا أبا عبد الرحمن احتسب الإبل، قال: ومالها؟ قال: مر بها أصحاب نجدة فذهبوا بها، قال: كيف ذهبوا بالإبل وتركوك؟ قال: قد كانوا ذهبوا بي معها ولكني انفلت منهم، قال: ما حملك على أن تركتهم وجئتني؟ قال: أنت أحب إليّ منهم، قال: الله الذي لا إله إلا هو لأنا أحب إليك منهم؟ قال: فحلف له، قال: فإني أحتسبك معها، فأعتقه، فمكث ما مكث ثم أتاه آت فقال: هل لك في ناقتك الفلانية - سماها باسمها - ها هو ذا تباع في السوق. قال: أرني ردائي، فلما وضعه على منكبيه وقام، جلس فوضع رداءه ثم قال: لقد كنت احتسبتها، فلم أطلبها؟ [الحلية (تهذيبه) ١/ ٢١٥].
• وعن عاصم بن محمد، عن أبيه، قال: أعطي عبد الله بن عمر ﵁ بنافع عشرة آلاف أو ألف دينار فقلت: يا أبا عبد الرحمن فما تنظر أن تبيع؟ قال: فهلا ما هو خير من ذلك؟ فهو حر لوجه الله ﷿(رواه أحمد). [صفة الصفوة ١/ ٢٧٠].