وأسعد الناس فيها أزهد الناس بها، هي المعذبة لمن أطاعها، المهلكة لمن اتبعها، الخائنة لمن انقاد لها، علمها جهل، وغناؤها فقر، وزيادتها نقصان، وأيامها دول. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٥١٦].
• وعن حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: بلغني أن مسروقًا ﵀ أخذ بيد ابن أخ له فارتقى به على كناسة بالكوفة قال: ألا أريك الدنيا، هذه الدنيا أكلوها فأفنوها، لبسوها فأبلوها، ركبوها فأنضوها، سفكوا فيها دماءهم، واستحلوا فيها محارمهم، وقطعوا فيها أرحامهم. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٠٥].
• وقال الربيع بن بره ﵀: ابن آدم، إنما أنت جيفة منتنة، طيَّبَ نسيمَك ما رُكب فيك من روح الحياة، فلو قد نزع منك روحك أُلقيت جثة ملقاه، وجيفة منتنة، وجسدًا خاويًا، وقد جَيَّف بعد طيب ريحه، واستوحش منه بعد الأنس بقربه، فأي الخليقة ابن آدم منك أجهل؟ وأي الخليقة منك أعجب؟ إذا كنت تعلم أن هذا مصيرك، وأن التراب مقيلك، ثم أنت بعد هذا لطول جهلك تقر بالدنيا عينًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٥٤٧].
• وعن الأصمعي، قال: بعث إلي هارون الرشيد، وقد زخرف مجالسه، وبالغ فيها وفي بنائها، ووضع فيها طعامًا كثيرًا، ثم وجه إلى أبي العتاهية ﵀ فأتاه، فقال: صف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا؟ فأنشأ يقول:
عش ما بدا لك سالمًا … في ظل شاهقة القصور
فقال: أحسنت! ثم ماذا؟ فقال:
يُسعى عليك بما اشتهيت … مع الغدوّ وفي البكور
فقال: أحسنت أيضًا! ثم ماذا؟ فقال:
فإذا النفوس تقعقعت … في ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنًا … ما كنت إلا في غرور
فبكى هارون، فقال: الفضل بن يحيى: بعث إليك أمير المؤمنين لتسره،