• وعن مجاشع الديري، قال: ولدت امرأة من جيران حبيب ﵀ غلامًا جميلاً أقرع الرأس، قال: فجاء به أبوه إلى حبيب بعد ما كبر الغلام، وأتت عليه اثنتا عشرة سنة. فقال: يا أبا محمد، ألا ترى إلى ابني هذا وإلى جماله، وقد بقي أقرع الرأس كما ترى؟ فادع الله له.
فجعل حبيب يبكي ويدعو للغلام، ويمسح بالدموع رأسه، قال: فوالله ما قام بين يديه حتى اسود رأسه من أصول الشعر، فلم يزل بعد ذلك الشعر ينبت حتى صار كأحسن الناس شعرًا.
قال مجاشع: قد رأيته أقرع، ورأيته ذا شعر. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٣٦٥].
• وأتى حبيبًا أبا محمد ﵀ رجلٌ زِمنُ - أي مريض - في شق محمل. فقيل له: يا أبا محمد، هذا رجل زمن وله عيال، وقد ضاع عياله، فإن رأيت أن تدعو الله عسى أن يعافيه.
فأخذ المصحف، فوضعه في عنقه، ثم دعا. فما زال يدعو حتى عافاه الله ﷿ وقام، فحمل المحمل، ووضعه على عاتقه، وذهب إلى عياله. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٣٦٦].
• وعن أبي بلج الفزاري، قال: أمر الحجاج بن يوسف برجل كان جعل على نفسه إن ظفر به أن يقتله.
فلما أدخل عليه، تكلم بشيء فخلى سبيله. فقيل له: أي شيء قلت؟ قال: قلت: يا عزيز يا حميد، يا ذا العرش المجيد، اصرف عني شر كل جبار عنيد. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٣٧٢].
• وعن زكريا بن عدي، قال: كان الصلت بن بسطام ﵀ التميمي يجلس في حلقة أبي خباب يدعو من بعد العصر يوم الجمعة، قال: فجلسوا يومًا يدعون، وقد نزل الماء في عينيه فذهب بصره، فدعوا وذكروا بصره في دعائهم.
فلما كان قبيل الشمس عطس عطسة، فإذا هو يبصر بعينيه، وإذا قد رد الله بصره.