فأتت مالك بن دينار ﵀ فقالت: يا أبا يحي، ادع الله لي، فقال لها: إذا كنت في المجلس فقومي حيث أراك قائمة في مجلسه، فقال لأصحابه: إن هذه المرأة قد ابتليت بما قد ترون، وقد فزعت إلينا، فادعوا الله لها، فرفع القوم أيديهم، فقال: يا ذا المنّ القديم، يا عظيم لا إله إلا أنت، عافها وفرِّج عنها.
فانخمص بطنها وعوفيت، فكانت تكون مع النساء تحدثهن. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٣٥٨].
• وعبد الواحد بن زيد، قال: خرجت في بعض غزواتي في البحر، ومعي غلام لي له فضل، فمات الغلام فدفنته في جزيرة، فنبذته الأرض ثلاث مرات في ثلاثة مواضع.
فبينا نحن وقوف نتفكر ما نصنع له، إذ انقضَّت النسور والعقبان، فمزقوه حتى لم يبق منه شيء. فلما قدمنا البصرة أتيت أم الغلام، فقلت لها: ما كان حال ابنك؟ قالت: خيرًا، كنت أسمعه يقول: اللهم احشرني من حواصل الطير. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٣٤٩، ٣٥٠].
• وعن بكر بن عبد الله المزني ﵀ قال: كان فيمن كان قبلكم ملِك وكان متمردًا على ربه ﷿ فغزاه المسلمون فأخذوه سليمًا فقالوا: بأي قتلة نقتله؟ فأجمعوا آراءهم على أن يجعلوا له قمقمًا عظيمًا ويحشوا تحته النار ولا يقتلوه حتى يذيقوه طعم العذاب ففعلوا ذلك به، قال: فجعل يدعو آلهته واحدًا واحدًا يا فلان بما كنت أعبدك وأصلي لك وأمسح وجهك فأنقذني مما أنا فيه. فلما رآهم لا يغنون عنه شيئًا رفع رأسه إلى السماء وقال: لا إله إلا الله ودعا الله مخلصًا فصب الله عليه مثغبًا من السماء فأطفأ تلك النار وجاءت ريح فاحتملت ذلك القمقم فجعل يدور بين السماء والأرض وهو يقول: لا إله إلا الله فقذفه الله إلى قوم لا يعبدون الله ﷿ وهو يقول: لا إله إلا الله فاستخرجوه فقالوا له: ويحك ما لك؟ قال: أنا ملك بني فلان فقص عليهم القصة قال: وكان من أمري وكان من أخذي فآمنوا. [الزهد للإمام أحمد / ٥٢٧، ٥٢٨].
• وعن علي بن أبي حرارة قال: كانت أمي مقْعدة نحو عشرين سنة.