فقالت لي يومًا: اذهب إلى أحمد بن حنبل ﵀، فسلْه، أن يدعو الله لي. فمضيت، فدققتُ عليه الباب. فقال: من هذا؟ فقلت: رجل من أهل ذلك الجانب، سألتْني أمي وهي زَمِنَة مقْعدة أن أسألك أن تدعو الله لها. فسمعتُ كلامه كلامَ رجلٍ مغضب، وقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا. فولّيت منصرفًا، فخرجتْ عجوز من داره، فقالت: أنت الذي كلّمت أبا عبد الله؟ قلت: نعم. قالت: قد تركته يدعو الله لها.
قال: فجئت من فوري إلى البيت، فدققتُ الباب، فخرجتْ على رجليها تمشي حتى فتحتْ لي الباب، وقالت: قد وهبَ الله لي العافية. [صفة الصفوة ٢/ ٦١١].
• وقال أصبغ بن زيد الواسطي: كان لسعيد بن جبير ﵀ ديكٌ كان يقوم الليلَ بصياحه، قال: فلم يَصِحْ ليلةً من الليالي حتى أصبح، فلم يصل سعيد تلك الليلة، فشقّ عليه، فقال: ماله قطع الله صوته؟ قال: فما سُمع له صوتٌ بعدها، فقالت أمّه: يا بنيّ لا تَدْعُ على شيء بعدها. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٣٦٠].
• وعن داود بن أبي هند، قال: لما أخذ الحجَّاجُ سعيدَ بن جُبير ﵀ قال: ما أراني إلا مقتولاً وسأخبركم: إني كنتُ أنا وصاحبان لي دعَونا حين وَجَدنا حلاوةَ الدُّعاء، ثم سألنا الله الشهادة، فكِلا صاحبيَّ رُزِقَها، وأنا أنتظِرُها، قال: فكأنَّه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدُّعاء.
قال الذهبي ﵀: ولمّا علم مِن فضل الشهادة ثَبَت للقَتل ولم يَكْثَرِثْ، ولا عامل عدوَّه بالتقيَّة المباحة له، رحمه الله تعالى. [السير (تهذيبه) ٢/ ٥٠٧].
• وعن بلال بن كعب العكي قال: كان الظبي يمر بأبي مسلم الخولاني ﵀ فيقول له الصبيان: أدع الله يحبسه علينا نأخذه بأيدينا، فكان يدعو الله ﷿ فيحبسه حتى يأخذوه بأيدهم. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣١٧].
• وعن أبي الصديق الناجي قال: خرج سليمان بن داود ﵉ يستسقي، فمر بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء، وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك ورزقك، فإما أن تسقينا وترزقنا، وإما