للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• وعن الحسن بن عرفة أنه قال: قال عبد الله بن المبارك : استعرت قلمًا بأرض الشام، فذهب علي أن أرده إلى صاحبه، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي، فرجعت يا أبا علي إلى أرض الشام حتى رددته على صاحبه. [المنتظم ٩/ ٦٠].

• وعن وكيع حدثني أبي قال: كنت جالسًا مع زبيد فأتاه رجل ضرير يريد أن يسائله. فقال له زبيد: إن كنت تريد أن تسألني عن شيء فإن معي غيري (١). [الحلية (تهذيبه) ٢/ ١٣٤].

• وعن علي بن المحسن التنوخي قال: كان عبد الصمد يدق السعد في العطارين ويذهب مذهب التدين والتصون والتعفف والتقشف، فسمع عطارًا يهوديًا يقول لابنه: يا بني قد جربت هؤلاء المسلمين فما وجدت فيهم ثقة، فتركه عبد الصمد أيامًا ثم جاءه، فقال: أيها الرجل تستأجرني لحفظ دكانك. قال: نعم، وكم تأخذ مني؟ قال: ثلاثة أرطال خبز ودانقين فضة كل يوم، قال: قد رضيت، قال: فأعطني الخبز أدرارًا واجمع لي الفضة عندك فإني أريدها لكسوتي. فعمل معه سنة، فلما انقضت جاءه فحاسبه فقال: انظر إلى دكانك، قال: قد نظرت، قال: فهل وجدت خيانة أو خللاً، قال: لا والله، قال: فإني لم أرد العمل معك وإنما سمعتك تقول لولدك في الوقت الفلاني أنك لم تر في المسلمين أمينًا، فأردت أن أنقض عليك قولك وأعلمك أنه إذا كان مثلي وأنا أحد الفقراء على هذه الصورة فغيري من المسلمين على مثلها وما هو أكثر منها. ثم فارقه. [المنتظم ١٥/ ٥٥، ٥٦].

• وعن أبي الفضل محمد بن عامر الوكيل (٢)، قال: دخلت يومًا إلى المخزن فلم يبق أحد إلا وأعطاني قصة وامتلأت أكمامي بالرقاع فلما رأيتها كثيرة قلت: لو كان هذا الخليفة أخي أو ابن عمي حتى أعرض عليه هذه


(١) أخبره بذلك حتى لا يظن هذا الضرير أنه ليس عنده أحد فيقول ما في خاطره وهو لا يريد أن يسمع كلامه غير زبيد.
(٢) وكيل الخليفة القائم بأمر الله.

<<  <   >  >>