• وقال أبو عياش القطان ﵀: بلغنا أنه كانَ مَلِكٌ كثير المال، وكانت له ابنة لم يكن له ولدٌ غيرها، وكان يحبها حبًا شديدًا. وكان يُلهيها بصُنُوف اللهو، فمكث كذلك زمانًا، وكان إلى جانب الملك عابدٌ. فبينا هو ذات ليلة يقرأ إذ رفع صوته وهو يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: ٦] فسمعت الجارية قراءَته، فقالت لجواريها: كُفّوا، فلم يكفّوا. وجعل العابد يردد الآية والجارية تقول لهم: كفّوا، فلم يكفوا، فوضعت يدها في جيبها فشقت ثيابها فانطلقوا إلى أبيها فأخبروه بالقصّة، فأقبل إليها فقال: يا حبيبتي ما حالُكِ منذ الليلة؟ ما يبكيك؟ وضمَّها إليه، فقالت: أسألك بالله يا أبهْ، لله ﷿ دارٌ فيها نارٌ وقودها الناس والحجارة؟ قال: نعم. قالت: وما يمنعك يا أبَهْ أن تخبرني؟ والله لا أكلت طيِّبًا ولا نمت على ليّن حتى أعلم أين منزلي في الجنة أو النار. [صفة الصفوة ٤/ ٥٩٠].
• وعن طَلق بن حبيب ﵀، قال: إنَّ حقوق الله أعظمُ مِن أن يقومَ بها العباد، وإنَّ نعم الله أكثر من أن تُحصى، ولكن أصْبِحوا تائبين، وامْسُوا تائبين. [السير (تهذيبه) ٢/ ٥٦٧].
• وقال المتنبِّي:
يا من ألوذ به فيما أؤمِّلُه … ومن أعوذ به مما أحاذرُهُ
لا يجبُرُ الناسُ عظمًا أنت كاسره … ولا يهيضون عظمًا أنت جابرُهُ
قال ابن كثير ﵀: وقد بلغني عن شيخنا العلاَّمة أبي العباس أحمد ابن تيميّةَ، ﵀، أنه كان ينكرُ على المتنبِّي هذه المبالغة ويقول: إنما يصلحُ هذا لجناب الله ﷿.
وأخبرني العلاّمة شمس الدِّينِ ابن القيِّم ﵀، أنه سمع الشيخ يقول: ربما قلتُ هذين البيتيْن في السجود. [البداية والنهاية ١١/ ٣٣٢].
• وعن عمر بن ذر ﵀ قال: كُلُّ حزن يبلى إلا حزن التائب عن ذنوبه. [السير (تهذيبه) ٢/ ٦٦٠].