أبكي ضنًّا بدنياكم، ولا جزعًا من الموت، ولكن قلةُ الزاد، وبعد المفاز. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٧٨].
• ولما أن حضر الحسن بن علي ﵁ الموتُ بكى بكاء شديدا، فقال له الحسين: ما يبكيك يا أخي؟ وإنما تقدم على رسول الله ﷺ وعلى علي وفاطمة وخديجة، وهم ولدوك، وقد أجرى الله لك على لسان نبيه أنك سيد شباب أهل الجنة، وقاسمت الله مالك ثلاث مرات، ومشيت إلى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرة حاجأ؟، وإنما أراد أن يطيب نفسه، فو الله ما زاده إلا بكاء وانتحابًا، وقال: يا أخي إني أقدم على أمر عظيم، وهول لم أقْدَم على مثله قط!. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٥٩].
• وعن رجل من أصحاب رسول الله ﷺ﵁، أنه لما حضره الموت بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أما إني لا أبكي على الدنيا، ولكني أبكي أني أخاف أن أكون كنت أقول قولا أحسبه هينا، وهو عند الله عظيم. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٧٦].
• وعن عمران الخياط أنه قال: دخلنا على إبراهيم النخعي ﵀ نعوده وهو يبكي، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: أنتظر مَلك الموت، لا أدري يبشرني بالجنة أم بالنار. [المنتظم ٧/ ٢٢، موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٣٩].
• ولمَّا احتُضِر عامر بن عبد القيس ﵀ بكى، فقيل: ما يُبكيك؟ قال: ما أبكي جَزعاَ من المَوت، ولا حِرصًا على الدُّنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجِر، وقيام اللَّيل. [السير (تهذيبه) ١/ ٤٣٤].
• وكان الأسودُ بن يزيد النخعي ﵀ يجتهد في العبادة، ويصومُ حتى يخضَرَّ ويصفرَّ، فلما احتُضِر بكى، فقيل له: ما هذا الجَزَعُ؟ فقال: مالي لا أجزعُ، والله لو أُتِيتُ بالمغفرةِ من الله لأهمَّني الحياءُ منه ممَّا قد صنعْتُ، إن الرجل ليكون بينَهُ وبين آخرَ الذَّنبُ الصغير فيعفو عنه، فلا يزال مستحيًا منه. [السير (تهذيبه) ١/ ٤٤٠].
• عن محمد بن سلام قال: احتضر سيبويه النحوي ﵀، فوضع رأسه في حجر أخيه، فقطرت قطرة من دموع أخيه على خده، فأفاق من غشيه، فقال: