وأهلها، ثم بكى عمر حتى غلبه البكاء، فقام. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٤٠٤].
• وقال الحسن ﵀: ما من يوم إلا وملك الموت ﵇ يتصفح في كل بيت ثلاث مرات، فمن وجده منهم قد استوفى رزقه، وانقضى أجله قبض روحه، فإذا قبض روحه أقبل أهله برنة وبكاء، فيأخذ ملك الموت بعضادَتي الباب فيقول: ما لي إليكم من ذنب، وإني لمأمور، والله ما أكلت له رزقًا ولا أفنيت له عمرًا، ولا انتقصت له أجلًا، وإن لي فيكم لعودة ثم عودة حتى لا أبقى منكم أحدا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٤٦١].
• وعن عبد العزيز أبي مرحوم، قال: دخلنا مع الحسن البصري ﵀ على مريض نعوده، فلما جلس عنده قال: كيف تجدك؟ قال: أجدني أشتهي الطعام، فلا أقدر أن أسيغه، وأشتهي الشراب فلا أقدر على أن أتجرعه، قال: فبكى الحسن، وقال: على الأسقام والأمراض أُسِّست هذه الدار، فهبك تصح من الأسقام، وتبرأ من الأمراض، هل تقدر على أن تنجو من الموت؟ قال: فارتُج البيت بالبكاء. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٥٢٣].
• وعن الربيع بن صبيح، قال: قلنا للحسن ﵀، يا أبا سعيد عظنا، فقال: إنما يتوقع الصحيح منكم داء يصيبه، والشاب منكم هرمًا يُفنيه، والشيخ منكم موتًا يرديه، أليس العواقب ما تسمعون؟ أليس غدًا تفارق الروح الجسد؟ المسلوب غدًا أهله وماله، الملفوف غدًا في كفنه، المتروك غدًا في حفرته، المنسي غدًا من قلوب أحبته، الذين كان سعيه وحزنه لهم، ابنَ آدم نزل بك الموت فلا ترى قادمًا ولا تجيء زائرًا ولا تكلم قريبًا، ولا تعرف حبيبًا، تنادي فلا تجيب، وتسمع فلا تعقل، قد خربت الديار، وعُطلت العشار، وأُيتمت الأولاد، قد شخص بصرك، وعلا نفسك، واصطكت أسنانك، وضعفت ركبتاك، وصار أولادك غرباء عند غيرك!. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٥٥١].
• قال أبو بكر بن أبي الدنيا: أصبت رقعة في الجنازة فيها مكتوب: وهَبْتم همكم للدنيا، وتناسيتم سرعة حلول المنايا، أما والله ليحلن بكم من الموت يوم مظلم، ينسيكم طول معاشرة النعمة، ولتندمن ولا تنفعكم الندامة،