بك ربك فيه وما بقي من عمرك لا تدري ماذا يحدث لك فيه، فإن إبراهيم ﵇ خليل الرحمن حذر على نفسه فسأل ربه فقال: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم: ٣٥] وقال يوسف ﵇: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: ١٠١] وقال موسى ﵇: ﴿رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ﴾ [القصص: ١٧] وقال شعيب ﵇: ﴿وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ رَبُّنَا﴾ [الأعراف: ٨٩] فهؤلاء أنبياؤه خافوا على أنفسهم، وإنما المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٣٨١].
• وعنه قال: سمعت سفيان الثوري ﵀ يقول فيما أوصى به علي بن الحسن السلمي:
عليك بالصدق في المواطن كلها، وإياك والكذب والخيانة ومجالسة أصحابها، فإنها وزر كله، وإياك يا أخي والرياء في القول والعمل فإنه شرك بعينه، وإياك والعجب فإن العمل الصالح لا يرفع فيه عجب.
ولا تأخذن دينك إلا ممن هو مشفق على دينه، فإن مثل الذي هو غير مشفق على دينه، كمثل طبيب به داء لا يستطيع أن يعالج داء نفسه، وينصح لنفسه، كيف يعالج داء الناس وينصح لهم؟ فهذا الذي لا يشفق على دينه كيف يشفق على دينك؟
ويا أخي، إنما دينك لحمك ودمك، ابك على نفسك وارحمها، فإن أنت لم ترحمها لم ترحم، وليكن جليسك من يزهدك في الدنيا ويرغبك في الآخرة، وإياك ومجالسة أهل الدنيا الذين يخوضون في حديث الدنيا، فإنهم يفسدون عليك دينك وقلبك.
وأكثر ذكر الموت، وأكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك، وسل الله السلامة لما بقي من عمرك.
ثم عليك يا أخي بأدب حسن، وخلق حسن، ولا تخالفن الجماعة فإن الخير فيها، إلا من هو مكب على الدنيا، كالذي يعمر بيتًا ويخرب آخر.
وانصح لكل مؤمن إذا سألك في أمر دينه، ولا تكتمن أحدًا من النصيحة