للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيئًا إذا شاورك فيما كان لله فيه رضى، وإياك أن تخون مؤمنًا، فمن خان مؤمنًا فقد خان الله ورسوله، وإذا أحببت أخاك في الله فابذل له نفسك ومالك.

وإياك والخصومات والجدال والمراء، فإنك تصير ظلومًا خوانا أثيما.

وعليك بالصبر في المواطن كلها، فإن الصبر يجر إلى البر والبر يجر إلى الجنة، وإياك والحدة والغضب، فإنهما يجران إلى الفجور، والفجور يجر إلى النار.

ولا تمارين عالمًا فيمقتك، وإن الاختلاف إلى العلماء رحمة، والانقطاع عنهم سخط الرحمن، وإن العلماء خزان الأنبياء وأصحاب مواريثهم.

وعليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا، وعليك بالورع يخفف الله حسابك، ودع كثيرا مما يريبك إلى ما لا يريبك تكن سليما، وادفع الشك باليقين يسلم لك دينك، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر تكن حبيب الله.

وابغض الفاسقين تطرد به الشياطين، وأقل الفرح والضحك بما تصيب من الدنيا تزدد قوة عند الله، واعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك، وأحسن سريرتك يحسن الله علانيتك، وابك على خطيئتك تكن من أهل الرفيق الأعلى، ولا تكن غافلاً فإنه ليس يغفل عنك، وإن لله عليك حقوقًا وشروطًا كثيرة، وينبغي لك أن تؤديها، ولا تكونن غافلاً عنها، فإنه ليس يغفل عنك، وأنت محاسب بها يوم القيامة.

وإذا أردت أمرًا من أمور الدنيا فعليك بالتؤدة، فإن رأيته موافقًا لأمر آخرتك فخذه، وإلا فقف عنه حتى تنظر إلى من أخذه كيف عمله فيها وكيف نجا منها؟ واسأل الله العافية، وإذا هممت بأمر من أمور الآخرة فشمر إليها وأسرع من قبل أن يحول بينها وبينك الشيطان.

ولا تكونن أكولا لا تعمل بقدر ما تأكل فإنه يكره ذلك، ولا تأكل بغير نية ولا بغير شهوة، ولا تحشون بطنك فتقع جيفة لا تذكر الله، وأكثر من الهم والحزن، فإن أكثر ما يجد المؤمن في كتابه من الحسنات الهم والحزن.

وإياك والطمع فيما في أيدي الناس، فإن الطمع هلاك الدين، وإياك

<<  <   >  >>