للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تكونن حريصًا على الدنيا، ولا تكن حاسدًا تكن سريع الفهم، ولا تكن طعانًا تنج من ألسن الناس، وكن رحيمًا تكن محببًا إلى الناس، وارض بما قسم الله لك من الرزق تكن غنيًا، وتوكل على الله تكن قويًا، ولا تنازع أهل الدنيا في دنياهم يحبك الله ويحبك أهل الأرض، وكن متواضعًا تستكمل أعمال البر.

اعمل بالعافية تأتك العافية من فوقك، كن عفوًا تظفر بحاجتك، كن رحيمًا يترحم عليك كل شيء.

يا أخي لا تدع أيامك ولياليك وساعاتك تمر عليك باطلاً، وقدم من نفسك لنفسك ليوم العطش، يا أخي فإنك لا تروى يوم القيامة إلا بالرضى من الرحمن، ولا تدرك رضوانه إلا بطاعتك، وأكثر من النوافل تقربك إلى الله، وعليك بالسخاء تستر العورات، ويخفف الله عليك الحساب والأهوال، وعليك بكثرة المعروف يؤنسك الله في قبرك، واجتنب المحارم كلها، تجد حلاوة الإيمان.

جالس أهل الورع وأهل التقى يصلح الله أمر دينك، وشاور في أمر دينك الذين يخشون الله، وسارع في الخيرات يحول الله بينك وبين معصيتك، وعليك بكثرة ذكر الله يزهدك الله في الدنيا، وعليك بذكر الموت، يهون الله عليك أمر الدنيا، واشتق إلى الجنة يوفق الله لك الطاعة، وأشفق من النار يهون الله عليك المصائب.

أحب أهل الجنة تكن معهم يوم القيامة، وأبغض أهل المعاصي يحبك الله، والمؤمنون شهود الله في الأرض، ولا تسبن أحدًا من المؤمنين، ولا تحقرن شيئًا من المعروف ولا تنازع أهل الدنيا في دنياهم.

وانظر يا أخي، أن يكون أول أمرك تقوى الله في السر والعلانية، واخش الله خشية من قد علم أنه ميت ومبعوث، ثم الحشر ثم الوقوف بين يدي الجبار ﷿ وتحاسب بعملك، ثم المصير إلى إحدى الدارين: إما جنة ناعمة خالدة، وإما نار فيها ألوان العذاب مع خلود لا موت فيه، وارج رجاء من علم أنه يعفو أو يعاقب، وبالله التوفيق لا رب غيره. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٠٩].

<<  <   >  >>