للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليلة الأربعاء عاشره توفي الشيخ (١) الإمام شيخ العربية شرف الدين محمود بن عمر بن ..... الأنطاكي الحنفي بمنزلة بالقرب عن الجهاركسية بالصالحية وصلى عليه وكان في عشر الثمانين قدم من بلده إلى حلب ثم قدم دمشق وقد حصل العربية على طريقة ابن الحاجب فقرأ على أبي العباس العنابي كتب ابن مالك وتصدى لإقراءها بالجامع، رأيته وله خلعة أيام اشتغالي بالعربية والشيوخ سنة بضع وستين واستمر من ذلك الوقت يقرءها إلى حين وفاته وكان فقيرًا ويأخذ الأجرة على التعليم وكان متواضعًا لطيفًا ذا نوادر وله اشتغال أيضًا بالعلوم العقلية وقرأ من الفقه على الشيخ صدر الدين ابن منصور ولازمه وكان يعاني الشهادة ولم يكن بالمحمود فيها وكتب في الخط الحسن وله إنشاء ونظم جيد سامحنا الله تعالى وإياه وأدخلنا في رحمته التي وسعت كل شيء، سمعت من نظمه.

ويوم الأحد رابع عشره توفي الفقيه جمال (٢) الدين يوسف ابن الشيخ أحمد بن ..... الصعيدي بالمارستان النوري وكان له اشتغال وكتب عن الشيخ سراج الدين شيئًا من تواليفه وكان ينسخ بالأجرة وهو فقير ويحضر الدروس ولحقه صمم وبرى بدنه وكان والده من الأخيار يعلم القرآن العظيم بالجامع ويكثر الحج وله ولد آخر أصغر من هذا جاور بالمدينة وتوفي منذ سنين رحمنا الله تعالى وإياهم.

ويوم الأربعاء سابع عشره وصل بريدي فأخبر بسلطنة الأمير الكبير شيخ الخاصكي وأنه حدث على التخت في يوم وأنه لقب بالملك المؤيد، ومعه كتاب السلطان إلى نائب الشام وخلعة سنية وكان المقر السيفي نوروز غائبًا في الصيد فكان سبق إليه سواق قبل وصول البريدي فأخبره بذلك فلما دخل البلد وذلك يوم الخميس وصل أيضًا من طرابلس جقمق الدوادار


(١) إنباء الغمر ٧/ ٩٨ وفيها ذكر اسمه "مسعود"، الضوء اللامع ١٠/ ١٤٢ (٥٦٩) شذرات الذهب ٩/ ١٧٠، لحظ الألحاظ ٢٤٧.
(٢) * * * *

<<  <  ج: ص:  >  >>