للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويوم الأربعاء تاسع عشره حضر رجل أعجمي تدريس الزنجيلية أخذها من رجل يقال له القطعة اسمه محمد بن سليمان من فقهاء مذهبه وكان استنزل عنها بشعبان بمبلغ من المال فقيل عنه إنه ومباشري الركنية بجرود (١) ارتكبوا ما يوجب الفسق وتحدث بذلك الفلاحون وشهدوا عند قاضي القضاة بقبائح وحط الحنفي عليه فتسلطوا بالسعي عند نائب الغيبة فأخرجت وظائف هذا الرجل فأخذ هذا الرجل العجمي هذا التدريس وحضر عنده قاضي القضاة والقاضي الحنفي وأخذ واحد من جهة الحاجب يقرئ المماليك إعادة الظاهرية وهو عارٍ من الأهلية.

ويوم الجمعة حادي عشريه وصل البريد بتولية الأمير ناصر الدين ابن المهمندار الملقب بالمنقار نيابة الكرك ونقل نائبها بتخاص إلى إقطاعه التقدمة بدمشق.

وليلة السبت الثاني والعشرين منه وهو الخامس والعشرون من تشرين الثاني وقع مطر كثير غزير جداً وجرت الميازيب مدة طويلة وكذلك من الغد ما لم يُر مثله منذ سنين كأنه أفواه القرب ووقع معه برد كثير جداً، ووقع في أول ليلة الأحد أيضاً وفي الغد، وذلك أول مطر له وقعٌ، وقع في هذا العام والفصل، وكان الناس قد حصل لهم شدة من تأخره بحيث إنهم أيسوا من الزرع بالجبيل (٢) ونحوه، هذا مع أنه ليس بتلك البلاد ولا بأكثر بلاد حوران ما يشربونه ويردونه من الأماكن البعيدة وكثير من أهل القرى نزحوا إلى أن يقع المطر الوسمي والله تعالى يلطف بعباده، ثم جاءت الأخبار بأنه كان عاماً بجميع بلاد الشام وأن برك حوران والجبيل امتلأت وكذلك الآبار وأنهم لم يروا مطرة مثلها.

ويوم الجمعة ثامن عشريه أول كانون الأول وجاءت الأخبار بخروج النائب يوم الجمعة الماضية من القاهرة وبتولية تاج الدين ناظر ديوان النائب نظر الجيش وبتولية النابلسي قضاء الحنابلة.


(١) جرود - قال ياقوت -قرية من أعمال غوطة دمشق- معجم البلدان ٢/ ١٥١ (٣٠٧٠).
(٢) الجبيل - قال ياقوت -بلد في سواحل الثام مشهور شرقي بيروت معجم البلدان ٢/ ١٢٧ (٢٩٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>