خطيب جامع العقيبة وكان من الفقهاء الصالحين وكان ينوب في الحكم لابن صصري توفي في ذي القعدة سنة خمس وعشرين.
ورجعوا من الاستسقاء ولم يمطروا وقلوبهم منكسرة فوقع المطر بكرة الأحد ودام إلى يوم الاثنين وجرت الميازيب وجاءت الأخبار بوقوعه بالبلاد القبلية وغيرها.
وقبل ذلك ببضعة عشر سنة سنة خمس وسبعمائة يوم الخميس رابع رجب وهو العشرون من كانون الثاني استسقوا أيضاً بسطح المزة بعدما نودي أول الشهر بصيام ثلاثة أيام وخرج النائب ومن دونه مشاة على الهيئة المشروعة استسقى بهم خطيب الجامع يومئذ شرف الدين الفزاري خطبة حسنة ومات بعد ذلك في السنة من شوال.
وقبله بأحد عشر سنة سنة أربع وتسعين وستمائة استسقوا في وقت استسقائهم من هذه السنة من آذار في يوم الأربعاء خامس جمادى الأولى عند مسجد القدم وخرج أيضاً نائب السلطنة والناس كلهم مشاة وخطب بهم نائب الخطيب تاج الدين صالح الجعبري نائب الخطيب ونائب الحكم لابن جماعة وعزل نفسه قبل الخطبة ثم أعادوا الاستسقاء ثانياً يوم السبت رابع الشهر بالمكان المذكور وكان الجمع أكثر من المرة الأولى وخطب الخطيب الشيخ شرف الدين أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي ومات بعد ذلك في السنة في شهر رمضان يوم الأحد سابع عشره.
وفي أواخر أيام الشيخ محيي الدين النواوي استسقوا أيضاً ولعله سبب إفتائه في وجوب الصيام بأمر الإمام وذلك سنة أربع وسبعين وستمئة ثلاث مرات أُولاها يوم الخميس سابع عشرين رجب والثاني يوم الخميس حادي عشر شعبان وهو آخر يوم من كانون الثاني والثالثة في السادس والعشرين من رمضان من خامس عشر آذار وما رأيتهم أزخو وقوع مطر إلا في رابع عشر ذي القعدة وهو الخامس من أيار وحصل به نقص في الشمس والعجب أن في هذه السنة أعني سنة أربع وسبعين وستمئة استسقى أهل بغداد وكانت العيون انقطعت عندهم، وتقلص المطر ثلاث مرار أيضاً ولم يسقوا ولكن لطف الله تعالى بإجراء العيون وجرت الفرات ودجلة ونزلت الأسعار وكان