للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استسقاؤهم بظاهر بغداد ..... عبد الله نصيب كرسي وخطب ابن عكبر، وفي اليوم الثاني استسقى بهم الشيخ عماد الدين ذو الفقار مدرس المستنصرية واسمه محمد بن ..... محمد بن محمد ذو الفقار الحسيني توفي سنة ثمانين ليلة الجمعة ثالث شعبان عن أربع وثمانية سنة والمرة الثالثة الشيخ ظهير الدين، نقلته من ذيل الكازروني (*).

ويوم الاستسقاء والناس منتظرون الخطيب وهم في ذكر وتهليل ودعاء واستغفار قتل محمد بن عبد الله بن إبراهيم المعروف بابن النشو وهو جالس بين الناس للاستسقاء، وكان هذا الرجل أول أمره مغربلاً بالطواحين، وكان أبوه ممن تشرف بدين الإسلام وكان أصله نصرانياً فميا قيل فآل أمره إلى أن صار طحاناً يضمن الطواحين ثم أنه أثرى وضمن طاحون باب الفرج وغيرها وصار معلماً كبيراً مشهوراً وذلك بعد سنة ثمانين وسبعمئة ثم صار سمساراً في الغلة وأقبلت عليه الدنيا إقبالاً زائداً وصار ماله ينمو نمواً وافراً، حكى لي عن نفسه من ذلك أشياء وداخل الدولة وكان العوام يكرهونه بسبب الغلال وينسبون إليه أموراً من الظلم وتضييق الأرزاق والأقوات، ولما قدم السلطان في المرة الثانية شكوه إلى السلطان وأرادوا رجمه فهرب واختفى وحماه محمود الاستاددار، وأخذ منه أموال كثيرة ولا يظهر عليه نقص بسبب شيء من ذلك فلما كان منذ سنين أعطى أمره باسم ولده وجعل إليه شد المراكز وكان الأمراء يهربون من تولية هذه الوظيفة ويرشون ليعزلوا منها فباشرها أحسن مباشرة وعمر المراكز بالجبل والوادي واستولى على الضياع وتكلم في داريا وضمن ما فيها من ملك ووقف وحضر الفلاحين وصارت الغلال كلها له وتمكن من الظلم والطرح والسخر وغير ذلك ولا ينهاه أحد وصار ينسب إليه كل قبيح والعامة يتضاعف بغضها له ويظهرون له كل سوء وكان منذ أيام قد طرح سيرجاً على الناس وهم في شدة منه وتظاهروا الإنكار عليه حتى نودي برد المظالم والخروج في النهار للاستسقاء فصادف


(*) جاء في حاشية الورقة (٥١ أ): وفي سنة ثمانين وستمئة استسقى الناس يوم الخميس تاسع عشر ذي القعدة في آذار خطب بهم برهان الدين الإسكندري بالمصلى وخرج النائب والناس ووقع الغيث بعده عشرة أيام.

<<  <  ج: ص:  >  >>