على البيوت والأملاك من أخذ أجرة شهر، وكان الناس صاحوا من ذلك وكثرت القالة وأنكر القضاة والحاجب ذلك.
ويومئذ استعرضوا بالميدان بطرفه الشرقي بعض الطوائف، ويومئذ وصل حاجب حلب راجعًا من الديار المصرية وأخبر أن أربعة من الأمراء المقدمين يجيئون ووصل أيضًا من حلب رسول تمرلنك ومعه كتاب منه افتتحه بعد البسملة باسمه تمر ..... يعني صهر السلطان، "المشايخ والأمراء والقضاة يعلمون أنّا قصدنا عام أول المجيء لأجل القصاص ممن قتل رسلنا بالرحبة فلما وصلنا إلى العراق أو قال بغداد بلغنا موته يعني الظاهر. فرجعنا وقصدنا الهند لما بلغنا عنهم ما ارتكبوه من الفساد فأظفرنا الله بهم ثم قصدنا الكرج ففعلنا بهم كذلك، ثم قصدنا لما بلغنا قلة أدب هذا الصبي أبي يزيد يعني ابن عثمان أن يعرك أذنه ففعلنا بسيواس وبلاده ما بلغكم، ثم قصدنا بلاد مصر لنضرب بها السكة ويذكر اسمنا في الخطبة ثم نرجع بعد أن نقرر سلطان مصر بها"، وطلب أن يرسل إليه أطلمش والمسجونون بالقاهرة ..... وهو صهره ويفخم أمره ويسأل التعجيل بارساله ليدركه إما بملطية أو حلب أو الشام بزعمه، وقال:"إن لم يجيء إلى ذلك فتصير دماء أهل الشام وغيرهم في ذمتكم، وقال: إنّا أرسلنا عدة كتب ولا ترسلون لها جواب ونحن نعلم أنها تصل إليكم فأرسلوا الجواب من كل بدّ".
وهذا معنى الكتاب عرّبه جلال الدين إمام الخانقاه.
ويوم الأربعاء عاشره وصل كتاب نائب قلعة الروم يخبر بأمر تمرلنك وأن جماعته لا رأس لهم بل هم لا شيء ويشجع قلوب الناس لقتالهم ويذكر هذا المعنى.
ويوم الخميس حادي عشره وفي الليل وقع مطر يسير فطلع بكرة قوس قزح على جبل قاسيون وذلك في آخر أيلول.
ويوم الجمعة أول تشرين الأول سنة ألف وسبعمائة واثني عشر من تاريخ الإسكندر.