للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَلَا يَسْأَلَ شَيْئًا عِنْدَ مَلَالَتِهِ) لِثِقَلِ الْجَوَابِ (وَيُرَاعِيَ الْوَقْتَ) فَيَأْتِيَهُ وَقْتَ ظُهُورِهِ (وَلَا يَدُقَّ الْبَابَ) لِاحْتِمَالِ أَذَاهُ (بَلْ يَصْبِرَ حَتَّى يَخْرُجَ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [الحجرات: ٥] (فَالْحَاصِلُ أَنَّهُ يُطْلَبُ رِضَاهُ وَيُجْتَنَبُ سَخَطُهُ وَيُمْتَثَلُ أَمْرُهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) إذْ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ (انْتَهَى.

وَقَدْ صَرَّحُوا فِي الْفَتَاوَى بِكَرَاهَةِ أَنْ) (يَقُولَ الرَّجُلُ لِمَنْ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ) وَالْفَضْلِ الدِّينِيِّ (حَانَ) أَيْ حَضَرَ (وَقْتُ الصَّلَاةِ) (أَوْ قُومُوا نُصَلِّ أَوْ نَحْوَهُمَا) مِمَّا فِيهِ تَرْكُ الْأَدَبِ لَعَلَّ ذَلِكَ عِنْدَ عِلْمِهِ وَقْتَهَا مَثَلًا وَأَمَّا عِنْدَ عَدَمِ عِلْمِهِ فَيُحْظَرُ إنْ غَلَبَ رِضَاهُ (لِأَنَّهُ تَرْكُ أَدَبٍ وَتَوْقِيرٍ) وَمِنْ تَوْقِيرِ الْأُسْتَاذِ تَقْبِيلُ يَدِهِ كَمَا فِي الْفَتَاوَى وَأَمَّا الْمُعَانَقَةُ الْمَشْهُورَةُ فَقِيلَ لَيْسَتْ بِجَائِزَةٍ وَقِيلَ جَائِزَةٌ.

وَوَفَّقَ الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُورٍ الْمَاتُرِيدِيُّ إنْ عَلَى وَجْهِ الشَّهْوَةِ لَا وَإِنْ عَلَى وَجْهِ التَّبَرُّكِ نَعَمْ وَقِيلَ أَوَّلُ مَنْ عَانَقَ إبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - كَانَ بِمَكَّةَ فَأَقْبَلَ إلَيْهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ فَلَمَّا وَصَلَ إلَى الْأَبْطَحِ قِيلَ لَهُ فِي هَذِهِ الْبَلْدَةِ إبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ ذُو الْقَرْنَيْنِ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَرْكَبَ فِي بَلْدَةٍ فِيهَا إبْرَاهِيمُ فَنَزَلَ وَمَشَى إلَى إبْرَاهِيمَ وَعَانَقَهُ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ عَانَقَ كَمَا فِي الدُّرَرِ وَمِنْ تَعْظِيمِ الْأُسْتَاذِ الْقِيَامُ عِنْدَ مَجِيئِهِ وَذَهَابِهِ.

وَقَدْ نُقِلَ عَنْ الْقُهُسْتَانِيِّ الْقِيَامُ لِغَيْرِهِ إنَّمَا يُكْرَهُ إذَا أَحَبَّهُ مَنْ يُقَامُ لَهُ وَعَنْ الْبَزَّازِيَّةِ لَا يُكْرَهُ الْقِيَامُ فِي الْمَسْجِدِ وَلَوْ فِي خِلَالِ قِرَاءَتِهِ وَعَنْ الظَّهِيرِيَّةِ قِيَامُ الْقَارِئِ إنَّمَا يَجُوزُ لِأُسْتَاذِهِ وَأَبِيهِ وَعَالِمٍ وَعَنْ كَنْزِ الْعِبَادَةِ لَا يَقُومُ فِي الْمَسْجِدِ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «لَا تُعَظِّمُونِي فِي بَيْتِ رَبِّي» وَلِهَذَا أَوْصَى السَّلَفُ تَلَامِذَتَهُمْ بِعَدَمِ الْقِيَامِ لَهُمْ بِالْمَسْجِدِ.

وَعَنْ السِّرَاجِيَّةِ لَا يَنْبَغِي لِلْجَاهِلِ أَنْ يَتَقَدَّمَ عَلَى الْعَالِمِ وَلَوْ أَكْبَرَ سِنًّا مِنْهُ فِي الْمَشْيِ وَالْجُلُوسِ وَالْكَلَامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>