للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّاقَةُ الضَّعِيفَةُ وَإِنَّمَا قَيَّدَ بِالْعَجْفَاءِ؛ لِأَنَّ سَنَامَهَا حِينَئِذٍ يَكُونُ مَائِلًا إلَى أَحَدِ الطَّرَفَيْنِ فَيَكُونُ مَا يُلْبَسُ فِي رُءُوسِهِنَّ مِثْلَهُ فِي الصِّفَةِ كَمَا يُشَاهَدُ فِي أَكْثَرِ نِسَاءِ الزَّمَانِ.

وَقِيلَ يَعْنِي يُعَظِّمْنَ رُءُوسَهُنَّ بِالْخُمُرِ وَالْقَلَنْسُوَةِ حَتَّى تُشْبِهَ أَسْنِمَةَ الْبُخْتِ أَوْ مَعْنَاهُ يَنْظُرْنَ إلَى الرِّجَالِ بِرَفْعِ رُءُوسِهِنَّ وَتَمَايُلِهَا شَهْوَةً لَهُمْ «الْعَنُوهُنَّ» اُدْعُوا بِاللَّعْنَةِ عَلَى فَاعِلَتِهِنَّ «فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ» لِاتِّصَافِهِنَّ بِمَا يُوجِبُ اللَّعْنَ وَالطَّرْدَ عَنْ أَلْطَافِهِ تَعَالَى، وَفِيهِ إشَارَةٌ إلَى أَنَّ رُكُوبَ السَّرْجِ لِلنِّسَاءِ وَلُبْسَ الثِّيَابِ الَّتِي تَصِفُهَا لِكَوْنِهَا رَقِيقَةً أَوْ ضَيِّقَةً وَأَنْ يَكُونَ عَلَى رُءُوسِهِنَّ شَيْءٌ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ كَمَا فِي زَمَانِنَا فِي بَعْضِ الدِّيَارِ كُلَّهُ مَنْهِيٌّ عَنْهُ كَمَا فِي حَاشِيَةِ الْمُحَشِّي، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لَا تَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا تَجِدْنَ رِيحَهَا» مَرَّ تَأْوِيلُ مِثْلِهِ مِرَارًا «وَأَنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» أَيْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا كَمَا نُقِلَ عَنْ الْمَشَارِقِ (قَالُوا هَذَا إذَا كَانَتْ شَابَّةً وَقَدْ رَكِبَتْ لِلتَّبَرُّجِ) لِإِظْهَارِ الْحُسْنِ (وَالتَّفَرُّجِ) فَفِيهِ جِنَاسٌ مُضَارِعٌ.

(وَأَمَّا إذَا كَانَتْ عَجُوزًا أَوْ كَانَتْ شَابَّةً وَقَدْ رَكِبَتْ مَعَ زَوْجِهَا لِعُذْرٍ) مُسْتَقِلَّةً أَوْ رَدِيفَةً (بِأَنْ رَكِبَتْ لِلْجِهَادِ وَقَدْ وَقَعَتْ الْحَاجَةُ إلَيْهِنَّ لِلْجِهَادِ أَوْ) رَكِبَتْ (لِلْحَجِّ أَوْ لِلْعُمْرَةِ) فَلَا بَأْسَ بِهِ إذَا كَانَتْ مُسْتَتِرَةً كَذَا فِي التتارخانية. .

[تَرْكُ الْوَلِيمَةِ]

(وَمِنْهَا تَرْكُ الْوَلِيمَةِ) طَعَامِ الْعُرْسِ (خَرَّجَ) الْأَئِمَّةُ (السِّتَّةُ) الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ كَمَا فِي الْجَامِعِ (عَنْ أَنَسٍ) - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - (مَرْفُوعًا «أَوْلِمْ» مِنْ الْوَلِيمَةِ «وَلَوْ بِشَاةٍ» قَالَهُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - لَمَّا تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ ذَهَبَ بَعْضٌ إلَى وُجُوبِهَا بِظَاهِرِ الْأَمْرِ وَالْأَصَحُّ أَنَّهَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ وَنُدِبَ عِنْدَ بَعْضٍ. قِيلَ تَكُونُ بَعْدَ الدُّخُولِ وَقِيلَ عِنْدَ الْعَقْدِ وَقِيلَ عِنْدَهُمَا وَاسْتَحَبَّ أَصْحَابُ مَالِكٍ أَنْ تَكُونَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَلَا يَلْزَمُ الْأَطْعِمَةُ النَّفِيسَةُ بَلْ يَأْتِي بِمَا قَدَرَ، وَفِي الْمُبَارِقِ قِيلَ الضِّيَافَةُ ثَمَانٌ الْوَلِيمَةُ لِلْعُرْسِ وَالْخُرْسُ لِلْوِلَادَةِ وَالْإِعْذَارُ لِلْخِتَانِ وَالْوَكِيرَةُ لِلْبِنَاءِ وَالنَّقِيعَةُ لِلْقُدُومِ وَالْعَقِيقَةُ لِسَابِعِ الْوَلَدِ وَالْوَضِيمَةُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَالْمَأْدُبَةُ الضِّيَافَةُ بِلَا سَبَبٍ.

(وَمِنْهَا الْبَيْتُوتَةُ، وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمْرٍ رِيحُ اللَّحْمِ) يَعْنِي دَسَمَ اللَّحْمِ (ت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - (مَرْفُوعًا «أَنَّ الشَّيْطَانَ حَسَّاسٌ» كَثِيرُ الْحِسِّ «لَحَّاسٌ» كَثِيرُ اللَّحْسِ يَعْنِي يَلْحَسُ بِلِسَانِهِ مَا يَتْرُكُهُ ابْنُ آدَمَ الْآكِلُ عَلَى يَدِهِ مِنْ الطَّعَامِ «فَاحْذَرُوهُ» أَيْ الشَّيْطَانَ «عَلَى أَنْفُسِكُمْ» أَيْ فَاغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ بَعْدَ فَرَاغِ الْأَكْلِ مِنْ أَثَرِ الطَّعَامِ «مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ» مِنْ اللَّمَمِ أَوْ الْبَرَصِ أَوْ الصَّرْعِ أَوْ الْجُنُونِ «فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ» ، فَإِنَّا قَدْ أَوْضَحْنَا لَهُ الْبَيَانَ

<<  <  ج: ص:  >  >>