. وعن علي أنه قال: سمعت نبيكم على أعواد المنبر وهو يقول: «من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت»
أي فإذا مات دخل الجنة. ولا يواظب عليها إلا صدّيق أو عابد. ومن قرأها إذا أخذ مضجعه أمنه الله على نفسه وجاره، وجار جاره، والأبيات التي حوله لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ أي لا إكراه على الدخول في دين الله قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ أي قد تميز الحق من الباطل والإيمان من الكفر والهدى من الضلالة بكثرة الدلائل. وروي أنه كان لأبي الحصين الأنصاري من بني سالم بن عوف ابنان قد تنصّرا قبل مبعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثم قدما المدينة فلزمهما أبوهما وقال: والله لا أدعكما حتى تسلما. فأبيا، فاختصموا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنزلت هذه الآية، فخلى سبيلهما، ثم نزل في شأن منذر بن ساوى التميمي قوله تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ أي بالشيطان وبكل ما عبد من دون الله وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها أي فقد تمسك بالعقدة المحكمة لا انقطاع لها، أي فقد أخذ بالثقة لا انقطاع لصاحبها عن نعيم الجنة، ولا زوال عن الجنة ولا هلاك بالبقاء في النار وَاللَّهُ سَمِيعٌ لقول من يتكلم بالشهادتين وقول من يتكلم بالكفر.
عَلِيمٌ (٢٥٦) بما في قلب المؤمن من الاعتقاد الطاهر وما في قلب الكافر من الاعتقاد الخبيث، أو يقال: والله سميع عليم لدعائك يا محمد بحرصك على إسلام أهل الكتاب، وذلك لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يحب إسلام أهل الكتاب من اليهود الذين كانوا حول المدينة. وكان يسأل الله تعالى ذلك سرا وعلانية. اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا أي الله ناصر الذين آمنوا، كعبد الله بن سلام وأصحابه يُخْرِجُهُمْ بلطفه وتوفيقه مِنَ الظُّلُماتِ أي الكفر إِلَى النُّورِ أي الإيمان وَالَّذِينَ كَفَرُوا ككعب بن الأشرف وأصحابه أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ أي الشياطين وسائر المضلين عن طريق الحق يُخْرِجُونَهُمْ بالوساوس وغيرها من طرق الإضلال مِنَ النُّورِ الفطري أي الذي جبل عليه الناس كافة أو من نور البينات التي يشاهدونها من جهة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إِلَى الظُّلُماتِ أي ظلمات الكفر والانهماك في الضلال. أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥٧) أي ماكثون أبدا أَلَمْ تَرَ أي ألم تنظر إِلَى هذا الطاغوت كيف تصدى لإضلال الناس وإخراجهم من النور إلى الظلمات. الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أي إلى قصة الذي خاصم إبراهيم في دين رب إبراهيم وهو نمروذ بن كنعان أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ أي فطغى وادعى الربوبية فحاج لأن أعطاه الله الملك. إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ أي يخلق الحياة والموت في الأجساد.
وقرأ حمزة «ربي» بسكون الياء. وهذه المحاجة مع إبراهيم بعد إلقائه في النار وخروجه منها سالما، وذلك أن الناس قحطوا على عهد نمروذ، وكان الناس يمتارون من عنده، فكان إذا أتاه الرجل في طلب الطعام سأله من ربك؟ فإن قال: أنت باع منه الطعام فأتاه إبراهيم فقال له: من