فمنذ البدء كانت العناية بالعلم جزءاً لا يتجزأ من الواجبات التي أمر بها الإسلام. والواقع أن تطبيق هذا الأمر هو الذي أدى الى ذلك الازدهار العظيم للعلوم في عصر الحضارة الاسلامية. تلك الحضارة التي اقتان منها الغرب نفسه قبل عصر النهضة في أوربا. ان التقدم الذي تمّ اليوم، بفضل المعارف العلمية، في شرح بعض ما لم يكن مفهوما، أو بعض ما قد أسيء تفسيره حتى الآن، من آيات القرآن- ليشكّل قمةَ المواجهة بينالعلم والكتب المقدسة «.
هذه مقتطفات مختصرة جداً من مقدمة هذا الكتاب الرائع الذي يقدّم لنا شهادة صادقة صادرة عن دراسة وبحثٍ بأمانة وحياد وشجاعة بدون تحيز ولا تعصب.
وبمثل هذا التنويع في عرض الدلائل الكونية، نعرض آياتنا في القرآن منّوعة مفصّلة، لنقيم الحجة بها على الجاحدين، فلا يَجِدوا الا اخلاق الكذب، فيهتموك بأنك تعلّمت من الناس لا من الله.
قراءات:
قرأ ابن كثير وابو عمرو» دارست «وابن عامر ويعقوب» درستْ «بصيغة الماضي.
هكذا بين سبحانه لرسوله ان الناس في شأن القرآن فريقان: فريق فسدت فطرتهم ولم يبقَ لديهم استعداد لهدية، ولا للعلم بما فيه من تصريف الآيات، ومن ثم كان نَصيبهم منه الجحود والانكار. وفريق آخر اهتدى به وعمل بما فيه. . من ثَم أمر رسوله ان يتبع ما أوحي اليه من ربه، وان يُعرض عن المشركين، ولا يشغل باله بتكذيبهم وعنادهم.
ولو شاء الله ان يُلزمهم الهدى لهداهم، ولكنه تركهم لاختيارهم، فلقد خلق تعالى النّاسَ بهذا الاستعداد للهدى والضلال، {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ} وما جعلناك يا محمد رقيباً تحصي عليهم اعمالهم، ولا أنت بمكلف أن تقوم عنهم بتدبير شئونهم وإصلاح أمرهم.