للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخص هذا العام بقوله: (إلا من ظلم) و (من) لفظٌ عام، وهكذا.

وقيل (ما يصلح له) قيد لبيان الواقع، فإن اللفظ لا يستغرق الا ما يصلح له دون غيره (١).

خرج بقوله: (بوضع واحد) المشترك؛ لأن المعاني التي يشملها ليست بوضع واحد، كلفظ (العين) فلا يسمى عامًّا بالنسبة إلى شموله الجارية والباصرة وغير ذلك؛ لأنه لم يوضع لهما وضعًا واحدًا، بل لكل منهما وضع مستقل (٢).

ف (المشترك) خرج بقيدين:

الأول: بوضع واحد.

الثاني: المستغرق. وذلك على النحو التالى:

أولًا: أن يحمل المشترك على جميع معانيه، كأن يقال في قوله تعالى: ﴿أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ [النساء: ٤٣]، [المائدة: ٦] المراد: جامعتم ولمستم النساء، فيكون حينئذٍ قد شمل الجماع، واللمس باليد، فهل يكون عامًّا؟ الجواب: لا. وذلك للآتي:

١ - أنَّ اللفظ المشترك لا يستغرق جميع معانيه دائمًا، بل يستغرق


(١) حاشية العطار (١/ ٥٠٦).
(٢) المذكرة بتصرف (١/ ٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>