للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• المفهوم الثالث: مفهوم الحصر.

وأقوى صيغ الحصر:

١ - النفي والإثبات، نحو: لا إله إلا الله. و هذا يسمى بمفهوم الاستثناء من النفي، والراجح أنَّ له مفهومًا أي أنَّ الاستثناء من النفي إثبات، فإذا قلنا: لا إله إلا الله. فإنَّ هذا يدل على نفي كل إله سوى الله ﷿، وإثبات الألوهية له وحده ﷿، ولو كان نافيًا للألوهية عما سوى الله غير مثبت لها بالنسبة إلى الله لما كان ذلك توحيدًا لله تعالى لعدم إشعار لفظه بإثبات الألوهية لله ﷿، وذلك خلاف الإجماع.

ثانيًا: أنه قد ثبت عن أهل اللغة أنهم قالوا: الاستثناء من النفي إثبات، ومن الإثبات نفي، وكلامهم حجة حيث إنهم أعلم الناس بما وضعت له الألفاظ، وبذلك يكون الاستثناء دالًّا على ثبوت نقيض حكم المستثنى منه للمستثنى، فيكون الاستثناء من النفي إثباتًا، ومن الإثبات نفيًا، خلافًا لأبي حنيفة وأصحابه.

٢ - ومن صيغ الحصر (إنما)، كقول النبي : «إنما الأعمال بالنيات» (١)، وقوله: «إنما الولاء لمن


(١) أخرجه البخاري (١) من حديث عمر بن الخطاب مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>