للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعتق» (١)، وقوله: «إنما الماء من الماء» (٢).

فلفظة (إنما) تدل على الحصر، وإثبات المذكور، ونفي ما عداه، وهو مذهب جمهور العلماء، وقد نفى الشافعي وجمهور أصحابه أنها في قوة الإثبات والنفي ب (ما)، و (إلا)؛ لأنَّ لفظة (إنما) مركبة من جزءين هما (إنَّ)، و (ما)، و (إنَّ) للإثبات مثل: إنَّ زيدًا ناجح. و (ما) للنفي مثل: ما زيد بناجح. وإذا كانت (إنَّ) للإثبات، و (ما) للنفي حال انفرادهما فيجب استصحاب ذلك، وإبقاء ما كان على ما كان في حال اجتماعهما في التركيب.

فقول النبي : «إنما الأعمال بالنيات» يعني لا عمل إلا بنية.

٣ - ومن صيغ الحصر: حصر المبتدأ في الخبر، كقول النبي : «مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليها التسليم».

فحصر مفتاح الصلاة في الطهور، وتحريمها في التكبير، وتحليلها في التسليم، وبه احتج أصحاب الشافعي على تعيين لفظ التكبير والتسليم، ومنعه الحنفية لمنعهم المفاهيم.

وكقولك: العالم زيد. فحصر العلم في زيد.

وكقولك: صديقي عمرو. فحصر الصداقة في عمرو.


(١) أخرجه البخاري (٤٥٦) من حديث عائشة مرفوعًا.
(٢) أخرجه مسلم (٣٤٣) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>