للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانزل بالناس دون الماء، لنحول بينه وبين العدو، فقال لهم: ليس بوحي، وإنما هو رأي واجتهاد، ورجع إلى قوله (١)، ورحل وذهب إلى الموضع الذي أشار به الحباب، فهذا صريح في وقوع الاجتهاد منه .

الدليل الرابع: أن النبي لما قال بشأن مكة:

«لا يختلى خلاها، ولا يعتضد شجرها … » قال له العباس: إلا الإذخر فإنه لقبورنا وبيوتنا، فقال : «إلا الإذخر» (٢).

فلم يقبل الرسول قول العباس الطالب للتخفيف إلا بالاجتهاد ومعلوم أن الوحي لم ينزل عليه في تلك الحالة، فكان الاستثناء بالاجتهاد.

اعتراض على هذا:

قال قائل - معترضًا -: إن هذا الدليل يحتمل احتمالات هي:

الأول: أنه يحتمل أن الرسول كان مأمورًا بالوحي بالاستثناء عندما يسأله العباس.

الثاني: أنه يحتمل أن جبريل كان حاضرًا، فأشار إليه


(١) أخرجه البيهقي في الدلائل (٣/ ٣١) من طرق عن الزهري، ومحمد بن يحيى، وعاصم بن عمر، وعبد الله بن أبي بكر، وعنهم مرسلًا عن النبي صلى الله عليهم وسلم.
(٢) أخرجه البخاري (١١٢)، ومسلم (١٣٥٥) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>