للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لوجوده (١).

ومعنى كلام الإمام أحمد هذا هو ما رجحه ابن رجب، كما نقله عنه المرداوي (٢)، وذكر نحو هذا الكلام في ذم طريقة المتأخرين في أخذ الأحكام (٣).

ويقال: إن أكثر الناس شهرة في ادعاء الإجماع هو الحافظ ابن عبد البر الأندلسي، حتى صار مضرب المثل في هذا الشأن، فهو مع علمه، وجلالته وسعة اطلاعه يحكي إجماعات الخلاف فيها مشهور جدًّا، وطريقته في ادعاء الإجماع في مسألة خلافية مستهجن من فاضل مثله، ويذهب البعض أن المقصود بهذا هو الإجماع السكوتي.

قال ابن القطان: ومعلوم أن أبا عمر بن عبد البر إذا حكى الإجماع فما يحكيه بنقل متصل إلى المتعين به، وإنما هو بتصفحه، والتصفح أكثر ما يحصل منه في هذا الباب عدم العلم بالخلاف (٤).

لكن هذا يستبعد في بعض الأحيان لمعرفتنا لسعة اطلاع ابن عبد البر، والسبب - والله أعلم- أنه يرى أن رأي الجمهور حجة مثل


(١) إعلام الموقعين لابن القيم (١/ ٥٣) ت مشهور.
(٢) التحبير شرح التحرير في أصول الفقه للمرداوي (٤/ ١٥٢٨).
(٣) إعلام الموقعين لابن القيم (٢/ ٥٥٨) ت: مشهور.
(٤) إحكام النظر لابن القطان (١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>