للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه كلها أحكام ذكرت عقيب أوصاف كاعتزال النساء عقيب المحيض، وقطع يد السارق عقيب السرقة، وقتل المرتد عقيب التبديل، وملك الأرض بعد الإحياء، وذلك يفيد في عرف اللغة أنَّ الوصف الذي قبل الحكم علةٌ وسببٌ لثبوته؛ لأن السبب ما يثبت الحكم عقيبه.

الثانية: وقد يتقدم المعلول -أي: الحكم- ثم تدخل الفاء على العلة، كقوله في المحرم: «لا تمسوه طيبًا، ولا تخمروا رأسه، فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيًا» (١).

وقال الرازي والبرماوي: أنَّ تقدم العلة، ثم مجيء الحكم بالفاء أقوى من عكسه، لأن إشعار العلة بالمعلول أقوى من إشعارالمعلول بالعلة؛ لأن الطرد واجب في العلل دون العكس (٢).

ومن مجيء الحكم مقترنًا بالفاء بعد الوصف قوله تعالى: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥)[المدثر: ٥] فالعلة أنه رجز.

ومن ذكر العلة بعد المعلول واقترانها بالفاء قوله : «من لكعب


(١) أخرجه البخاري (١٢٦٧)، ومسلم (١٢٠٦) من حديث عبد الله بن عباس.
(٢) التحبير شرح التحرير للمرداوي (٧/ ٣٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>