للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّسِيسُ: الشيء الثابت، فرَسِيسُ الحبِّ: ثباتُه ودوامُه. ويمكن أن يكونَ من رَسِّ الحُمّى ورَسِيسها، وهو أوَّل مسِّها، فشبَّهوا رَسِيسَ الحبِّ بحرارته وحُرْقته برسيسِ الحُمَّى. [١٨ أ] وكان الواجب عَلَى هؤلاء أن يجعلوا الأُوارَ من أسماء الحبِّ؛ لأنه يُضاف إليه، قال (١):

إذا وجدتُ أُوارَ الحبِّ في كَبِدي ... أقبلتُ نحوَ سِقَاءِ القوْمِ أَبتَرِدُ

هَبْني بَرَدتُ ببَرْدِ المَاء ظاهِرَهُ ... فمَنْ لِنَارٍ عَلَى الأَحْشاءِ تتَّقدُ

وقد وقع إضافة الرَّسِيسِ إلى الهوى في شعر ذي الرُّمَّة (٢)، حيث يقول:

إذا غيَّرَ النَّأْيُ المُحبِّين لم يَكَدْ ... رَسِيسُ الهَوى من حُبِّ مَيَّة يبرَحُ

وفيه إشكالٌ نحْويٌّ (٣)، ليس هذا موضعَه.


(١) البيتان لعروة بن أذينة في «ديوانه» (ص ٣١٦)، و «الشعر والشعراء» (٢/ ٥٨٠)، و «المعارف» (ص ٤٩٣)، و «أمالي» المرتضى (١/ ٤١٣)، و «مصارع العشاق» (٢/ ١٣٠)، و «سمط اللآلي» (١/ ١٣٦). وللراهب المكي في «أساس البلاغة» (برد). وبلا نسبة في «أمالي» القالي (١/ ٣١)، و «اللسان» (برد).
(٢) «ديوانه» (ص ١١٩٢)، و «اللسان» (رسس)، و «المقاصد النحوية» (٣/ ٣٧٨)، و «خزانة الأدب» (٤/ ٧٤)، و «مصارع العشاق» (١/ ٣١).
(٣) انظر: «الخزانة» (٤/ ٧٤)، و «دلائل الاعجاز» (ص ٢٧٤، ٢٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>