إنها تحسِّنُ الوجه، وأنا أحبُّ أن يحسن وجهي. ومما يدلُّ على أن الجمال الباطن أحسن من الظاهر: أن القلوب لا تنفكُّ عن تعظيم صاحبه، ومحبته، والميل إليه.
فصل
وأما الجمال الظاهر؛ فزينةٌ خصَّ الله بها بعض الصُّور عن بعض، وهي من زيادة الخلق؛ التي قال الله تعالى فيها:{يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ}[فاطر/١] قالوا: هو الصوت الحسن، والصُّورة الحسنة. والقلوب كالمطبوعة على محبته كما هي مفطورةٌ على استحسانه [٨٣ ب].
وقد ثبت في الصحيح (١) عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر» قالوا: يا رسول الله! الرجل يُحبُّ أن تكون نعله حسنة، وثوبه حسنًا؛ أفذلك من الكبر؟ فقال:«لا، إن الله جميل يحبُّ الجمال. الكِبْرُ بطرُ الحقِّ، وغمط الناس». فبطر الحقِّ: جحدُه، ودفعه بعد معرفته، وغمط الناس: النظرُ إليهم بعين الازدراء، والاحتقار، والاستصغار لهم، ولا بأس بهذا إذا كان لله، وعلامتُه: أن يكون لنفسه أشدَّ ازدراءً واستصغارًا منه لهم. فأمَّا إن احتقرهم لعظمة نفسه عنده، فهذا الذي لا يدخل صاحبُه الجنَّة.