للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُمر به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من التأليف على الإيمان به، وطاعته بكل طريقٍ؛ كان إعراضُه عنه كمالًا بالنسبة إليه، وحالُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أكملُ.

فصل

إذا عُرف هذا، فأقسامُ اللذّات ثلاثةٌ: لذَّةٌ جُثمانية، ولذة خيالية وَهْمِية، ولذَّةٌ عقليةٌ رُوحانية.

فاللذَّة الجثمانيةُ: لذَّةُ الأكل، والشُّرب، والجماع، وهذه اللذَّة يشتركُ فيها مع الإنسان الحيوانُ البهيمُ، فليس كمالُ الإنسان بهذه اللذَّة؛ لمشاركة أنقص الحيوانات له فيها، ولأنَّها لو كانت كمالًا لكان أفضلُ الإنسان، وأشرفُهم، وأكملُهم أكثرَهم أكلًا، وشربًا، وجماعًا، وأيضًا: لو كانت كمالًا؛ لكان نصيبُ رُسُل الله وأنبيائه وأوليائه منها في هذه الدار أكملَ من نصيب أعدائه. فلمَّا كان الأمرُ بالضدّ؛ تبيَّن أنَّها ليست في نفسها كمالًا، وإنَّما تكون كمالًا إذا تضمَّنت إعانةً على اللذَّة الدائمة العظمى، كما تقدَّم.

فصل

وأمَّا اللذَّة الوهميَّةُ الخيالية: فلذَّةُ الرِّئاسة، والتعاظُم على الخلق، والفخر، والاستطالة عليهم.

وهذه اللذَّة وإن كان طُلّابُها أشرف نفوسًا من طلَّاب اللذَّة الأولى؛ فإن آلامَها وما تُوجبه من المفاسد والمضار أعظمُ من التذاذ النَّفس بها،

<<  <  ج: ص:  >  >>