للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصفها الأعلى إلى سُرَّتها، ينال منه ما يشاءُ من ضمٍّ وتقبيلٍ ورَشْفٍ، والنِّصْفُ الأسفلُ يَحْرُم عليه، وفي ذلك قال شاعر القوم (١):

فَلِلْحِبِّ شطرٌ مُطْلَقٌ مِنْ عِقَالِه ... وللبَعْلِ شَطْرٌ ما يُرامُ مَنِيعُ

وقال الآخر (٢):

لها شَطْرٌ فَمِنْ حِلٍّ وَبِلٍّ ... وشطرٌ (٣) كالبَحِيْرَة ما يُهاجُ

وهذا كان من (٤) دين الجاهلية، فأبطلته الشَّريعةُ، وجعلتِ الشَّطرين كليهما للبَعْل. والشُّعراءُ قاطبةً لا يرون بالمحادثة والنَّظر للأجنبيات بأسًا، وهو مخالفٌ للشَّرع والعقلِ، فإنَّ فيه تعريضًا للطبع لما هو مجبولٌ على الميل إليه، والطبعُ يَسْرِق ويَغْلِبُ، وكم من مفتونٍ بذلك في دينه ودنياه، فإن قيل: فقد أنشد الحاكم في «مناقب الشافعي» له (٥):


(١) البيت بلا نسبة في «الواضح المبين» (ص ٨٧).
(٢) بلا نسبة في المصدر السابق (ص ٨٧).
(٣) ش: «ونصف».
(٤) «من» ساقطة من ت.
(٥) البيتان لابن الدمينة في «ديوانه» (ص ٢٠١)، ولابن مناذر في «المحب والمحبوب» (٢/ ١٤٣)، وللخضل بن عبيد في «معجم البلدان» (٥/ ٣٥٤). والبيت الأول لجميل في «ديوانه» (ص ٨٢)، وللمجنون في «ديوانه» (ص ١٢٣). وقال مغلطاي في «الواضح المبين» (ص ٨٨) بعد نسبتهما للشافعي: زعم ابن أبي طاهر في كتابه المنثور والمنظوم أنهما لرجل من غطفان في أبيات طويلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>