للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقيلون معهم حيث قالوا، ويشاركونهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم، يأكلون معهم، ويشربون معهم، ويجامعون معهم، وينامون معهم.

قال الله تعالى: {وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا} [النساء/٣٨]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} [الزخرف/٣٦ ــ ٣٨].

فصل

وأما النوع الثالث؛ فهم أشباه الحيوان، ونفوسهم أرضيةٌ سفليةٌ، لا تبالي بغير شهواتها، ولا تريد سواها.

إذا عرفت هذه المقدمة فعلامات المحبة قائمةٌ في حقّ كل نوع بحسب محبوبه ومراده، فمن تلك العلامات يُعرف من أيِّ هذه الأقسام هو، فنذكر فصولًا من علامات المحبة التي يُستدلُّ بها عليها:

فمنها: إدمانُ النظر إلى الشيء، وإقبال العين عليه، فإنَّ العين باب القلب، وهي المعبِّرةُ عن ضمائره، والكاشفة لأسراره، وهي أبلغ في ذلك من اللسان؛ لأن دلالتها حاليةٌ بغير اختيار صاحبها، ودلالةُ اللسان لفظيةٌ تابعةٌ لقصده، فترى ناظر المحب يدور مع محبوبه كيفما دار،

<<  <  ج: ص:  >  >>