للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصفهنَّ سبحانه بقوله: {أَبْكَارًا (٣٦) عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة/٣٦ ــ ٣٧] وذلك لفضل وطءِ البكر، وحلاوته، ولذاذته على وطء الثَّيِّب.

قالت عائشة: يا رسول الله! لو مررت بشجرة قد رُعي منها، وشجرةٍ لم يُرْعَ منها؛ ففي أيِّهما كنت تُرتِع بعيرك؟ قال: «في التي لم يُرع منها» (١) يعني: أنه لم يتزوَّج بكرًا غيرها.

وصحَّ عنه: أنَّه قال لجابر لما تزوَّج امرأة ثيبًا: «هلَّا بكرًا تُلاعبُها وتُلاعبك؟» (٢).

فإن قيل: فهذه الصفة تزول بأوَّل وطْءٍ، فتعود ثيِّبًا، قيل: الجواب من وجهين:

أحدهما: أنَّ المقصود من وطء البكر أنَّها لم تذُق أحدًا قبل وطئها، فتُزْرع محبته في قلبها، وذلك أكملُ لدوام العشرة، فهذا بالنسبة إليها، وأمَّا بالنسبة إلى الواطئ؛ فإنَّه يَرْعى روضةً أُنفًا، لم يرْعَها أحدٌ قبله، وقد أشار تعالى إلى هذا المعنى بقوله: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن/٥٦] ثم بعد هذا تستمرُّ له لذّةُ الوطءِ حال زوال البكارة.

والثاني: أنه قد رُوي: «أنَّ أهل الجنة كلما وطئ أحدهم امرأةً؛ عادت بكرًا، كما كانت، فكلَّما أتاها؛ وجدها بكرًا» (٣).


(١) أخرجه البخاري (٥١٨٩، ٥١٩٠)، ومسلم (٢٤٤٨).
(٢) أخرجه البخاري (٤٤٣، ٥٠٧٩)، ومسلم (٧١٥).
(٣) سيأتي الحديث قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>