للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِوَلَدِهَا» (١)، أي: لا تُجْعَل والهًا، وذلك في السَّبايا. وناقةٌ والِهٌ: إذا اشتدّ وَجْدُهَا عَلَى ولدها. والمِيلَاهُ: التي من عادتها أن يشتدَّ وَجْدُهَا على ولدها، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وماءٌ مُولَهٌ ومُوَلَّهٌ: أرسل في الصحراء، فذهب، وقول رُؤْبة (٢):

به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلّ مِيلَهِ

بنا حَرَاجيجُ المَهَارِي النُّفَّهِ

أرادَ البلاد التي تُوَلِّهُ الإنسان، أي: تُحيِّره.

فصل

وأمَّا التعبُّد: فهو غاية الحبِّ بغاية (٣) الذلِّ، يقال: عبَّده الحبُّ أي: ذلَّله. وطريقٌ معبّدٌ بالأقدام؛ أي: مُذَلَّلٌ، وكذلك المحبُّ قد ذلَّله الحبُّ ووطَّأَه، ولا تصلُحُ هذه المرتبة لأحد غير الله عزَّ وجلَّ ولا يَغفِرُ الله سبحانه لمن أشركَ في عبادته، ويغفرُ ما دون ذلك لمن شاء.


(١) أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (٨/ ٥) من حديث أبي بكر بسندٍ ضعيف.
وانظر: تخريجه من طرق أخرى في «التلخيص الحبير» (٣/ ١٥).
(٢) «ديوانه» (ص ١٦٧)، و «تهذيب اللغة» (١٤/ ٤٣)، و «اللسان» (مهر، نفه، وله، مطا)، وبلا نسبة في «اللسان» (غول، تله)، و «تهذيب اللغة» (٦/ ٣٢٤).
(٣) ش: «وغاية».

<<  <  ج: ص:  >  >>