للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أنَّ سبب العِشْقِ فكريٌّ، وكلَّما قَوِيَ الفكرُ زادَ العشقُ، وبعد الوصول لا يَبْقى الفكر.

ومنها: أنَّه قبل الظفر ممنوعٌ، والنفسُ مُولَعَةٌ بحبِّ ما مُنِعَتْ منه، كما قال (١) [٣٣ ب]:

وزادَني كَلَفًا في الحُبِّ أنْ مُنِعَتْ ... أحَبُّ شيءٍ إلى الإنسانِ ما مُنِعا

وقال الآخر (٢):

لولا اطِّرادُ الصَّيْدِ لم تَكُ لَذَّةٌ ... فَتَطَارَدِي لي بالوِصَالِ قليلا

قالوا: وكانت الجاهلية الجهلاء في كفرهم لا يرجون ثوابًا، ولا يخافون عقابًا، وكانوا يصونون العِشْق عن الجماع، كما ذُكر أنَّ أعرابيًّا عَلِق امرأةً، فكانَ يأتيها سنينَ، وما جرى بينهما ريبةٌ، قال: فرأيتُ ليلةً بياضَ كفِّها في ليلةٍ ظلماء، فوضعتُ يدي على يدها، فقالت: مه، لا


(١) البيت للأحوص في «ديوانه» (ص ١٥٣)، و «نوادر» أبي زيد (ص ١٩٨)، و «الزهرة» (١/ ٢٣٦)، و «الأغاني» (٤/ ٢٩٩)، و «العقد الفريد» (٣/ ٣٠٦)، و «زهر الآداب» (١/ ٣٥٠)، و «حماسة» ابن الشجري (ص ١٥٢). ويُنسب للمجنون في «ديوانه» (ص ٢٠١). وهو بلا نسبة في «عيون الأخبار» (٢/ ٣)، و «العقد الفريد» (٣/ ١٤١)، و «التمثيل والمحاضرة» (ص ٢٠٩)، و «لسان العرب» (حبب).
(٢) البيت لكشاجم السندي في «ديوانه» (ص ٤٦٥). وبلا نسبة في «زهر الآداب» (١/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>