للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القُطَامِيّ (١) يصفُ سفينة نوح:

إلى الجُودِيّ حتَّى صارَ حَجْرًا ... وكانَ لذلك الغَمْرِ انحسارُ

أي: لذلك الماء الذي غمرَ الأرض ومن عليها.

فصل

وأمَّا الوَهَل: فهو بتحرك الهاء، وأصله: الفَزَعُ، والرَّوعُ، يقال: وَهِلَ يَوْهَلُ وهو وَهِلٌ وَمُسْتَوْهِلٌ. قال القُطَامِيّ (٢) يصفُ إبلًا:

وترى لِجَيْضَتِهِنَّ عند رَحِيْلِنَا ... وَهَلًا كأنَّ بِهِنَّ جِنَّةَ أوْلَق

وإنَّما كان الوَهَل من أسماء الحبِّ لما فيه من الرَّوع، ومنه يقال: جمالٌ رائع.

فإن قيل: ما سببُ رَوْعَة الجمال؟ ولأيِّ شيء إذا رأى المحبُّ محبوبَهُ فُجاءةً يرتاعُ لذلك، ويَصفرُّ لونهُ، ويُبْهَتُ؟ قال الشاعر (٣):


(١) في «ديوانه» (ص ١٤٤)، و «اللسان» (غمر، تا)، و «التنبيه والإيضاح» (٢/ ١٧٩).
(٢) في «ديوانه» (ص ١٠٧)، و «تهذيب اللغة» (١١/ ١٣٧)، و «اللسان» (جيض، وهل).
(٣) البيت لعروة بن حزام في «الشعر والشعراء» (٢/ ٦٢٦)، و «ديوان المعاني» (١/ ٢٨٢)، و «الأغاني» (٢٤/ ١٥٩)، و «زهر الآداب» (٢/ ٩٤٩)، و «أمالي» المرتضى (١/ ٤٥٩)، و «مصارع العشاق» (١/ ٣١٨)، و «الخزانة» (١/ ٥٣٤، ٣/ ٦١٦)، والتذكرة الحمدونية (٦/ ٥٨)، و «ذم الهوى» (ص ٤٠٨)، و «فوات الوفيات» (٢/ ٤٤٨). ولكثير عزة في «ديوانه» (ص ٥٢٢)، و «اللآلي» (١/ ٤٠٠)، و «حماسة» ابن الشجري (ص ١٥٣)، وللمجنون في «ديوانه» (ص ٥٩). وللأحوص في ملحق «ديوانه» (ص ٢١٣). وانظر: «سمط اللآلي» (١/ ٤٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>