للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن نظر إليها؛ سرَّته، وإن غاب عنها، حفظته في نفسها وماله» (١)، والله المستعان.

وقال القاسم بن عبد الرحمن (٢): كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقرأُ القرآن، فإذا فرغ قال: أين العُزّاب؟ فيقول: ادنوا مني، قولوا: اللهم ارزقني امرأةً إذا نظرتُ إليها سرتني، وإذا أمرتُها أطاعتني، وإذا غِبْت عنها حفظت غيبتي في نفسها ومالي.

والألمُ، والحزنُ، والهمُّ، والغمُّ ينشأُ من عدم العلم بالمحبوب النَّافع، أو من عدم إرادته وإيثاره مع العلم به، أو من عدم إدراكه والظَّفر به مع محبته، وإرادته، وهذا من أعظم الألم.

ولهذا يكون ألمُ الإنسان في البرزخ وفي دار الحيوان بفوات محبوبه أعظم من ألمه بفواته في الدُّنيا من ثلاثة أوجه:

أحدُها: معرفتُه هناك بكمال ما فاته، ومقداره.

الثاني: شدَّةُ حاجته إليه، وشوقُ نفسه إليه، مع أنَّه قد حيل بينه وبينه، كما قال الله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ/ ٥٤].


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٢٨٥)، والترمذي (١٨٥٦)، وابن ماجه (٣٠٩٤) من حديث ثوبان. وقال الترمذي: حديث حسن.
(٢) أخرجه الخرائطي في «اعتلال القلوب» (ص ٩٩)، وأبو الشيخ في «العظمة» (رقم ٥٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>