للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووحدانيته وبديع صُنْعِه، فلا تُعَطَّلُ عما خُلقت له.

وأما السُّنَّة فالحديثُ المشهور: «النَّظرُ إلى الوجهِ المليح (١) عبادةٌ» (٢).

وفي الحديث الآخر: «اطْلُبُوا الخير من حسانِ الوجوه» (٣). وفي هذا إرشادٌ إلى تصفُّح الوجوه، وتأمُّلها. وخطب رجلٌ امرأةً، فاستشار النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في نكاحها، فقال: «هل نظرت إليها؟» فقال: لا، قال: «اذهب فانظر إليها» (٤). ولو كان النَّظرُ حرامًا؛ لما أطلق له أن ينظر، فإنه لا يأمن الفتنة.


(١) ت: «الجميل».
(٢) باطل، ذكره ابن القيم في «المنار المنيف» (ص ٦٢، ٩٩) وقال: لا يُشبه الوحي، بل لا يُشبه كلام الصحابة. وسيأتي الكلام عليه في الباب التاسع.
(٣) أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (٤٧٥٩)، والخرائطي في «اعتلال القلوب» (ص ١٦٤) من حديث عائشة، وإسناده ضعيف جدًّا. والحديث طرقه كلها ضعيفة، وبعضها أشد في ذلك من بعض، كما في «المقاصد الحسنة» (ص ٨١). وقال المؤلف في «المنار المنيف» (ص ٦٣): كل حديث فيه ذكر حسان الوجوه أو الثناء عليهم أو الأمر بالنظر إليهم أو التماس الحوائج منهم أو أن النار لا تمسُّهم فكذب مختلق، وإفك مفترى. وحكم الألباني عليه بالوضع في السلسلة الضعيفة (٢٨٥٥، ١٥٨٥) وجمع طرقه وتوسع في الكلام عليها.
(٤) أخرجه مسلم (١٤٢٤) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>