للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: العَفْسُ الشديد، والجمعُ بين الركبة والوريد، ورَهْزٌ يُوقظ النائم، ويَشْفي القلبَ الهائم. فقال: بالله (١) ما يفعلُ هذا العدوُّ الشديدُ! فكيف الحبيبُ الودود؟!

وقال بعضهم (٢): الحبُّ يطيبُ بالنظر، ويَفْسُد بالعهر.

قال هؤلاء: والحبُّ الصَّحيح يُوجب إعظامَ المحبوب، وإجلالَه، والحياءَ منه، فلا يُطاوع نفسَه أن يُلقيَ جلبابَ الحياء عند محبوبه، وأن يُلْقِيه عنه، ففي ذلك غاية إذلاله وقهره، كما قيل (٣):

إذا كان حظُّ المرءِ مِمَّن يُحبُّه ... حرامًا فحَظِّي ما يَحِلُّ ويَجمُلُ

حديثٌ كماءِ المُزْنِ بين فُصُولِه ... عتابٌ به حسنُ الحديث يُفصَّل (٤)

ولَثْمُ فمٍ عَذْبِ اللِّثَاتِ كأنَّما ... جناهُنَّ شهدٌ فُتَّ فيه القَرَنْفُلُ

وما العِشْقُ إلا عفةٌ ونزاهةٌ ... وأنسُ قُلوبٍ أُنْسُهنَّ التَّغزُّلُ

وإني لأستحيي الحبيب من التي ... تَرِيبُ وأُدْعى للجميلِ فَأُجْمِلُ

وزعم بعضُهم أنَّه كان يُشْرَط (٥) بين العشيقة والعاشق أنَّ له مِنْ


(١) ت: «تالله».
(٢) الخبر في «الواضح المبين» (ص ٨٦).
(٣) الأبيات بلا نسبة في الواضح المبين (ص ٨٦).
(٤) هذا البيت ساقط من ت.
(٥) ت: «شرط».

<<  <  ج: ص:  >  >>