للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخليل: الصَّديق، والأنثى خليلة. والخِلالة والخَلالة والخُلالة بكسر الخاء وفتحها وضمِّها: الصَّداقةُ والمودَّة. قال (١):

وكيف تُوَاصِلُ مَنْ أصبحتْ ... خِلَالَتُهُ كأبي مَرْحَب

وقد ظنَّ بعضُ مَنْ لا علمَ عنده: أنَّ الحبيبَ أفضلُ من الخليل، وقال: محمَّدٌ حبيبُ الله، وإبراهيمُ خليلُ الله. وهذا باطلٌ من وجوهٍ كثيرة:

منها: أنَّ الخُلة خاصةٌ، والمحبَّة عامَّة، فإنَّ الله يحبُّ التَّوابين، ويحبُّ المتطهِّرين، وقال في عباده المؤمنين: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة/٥٤].

ومنها: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نفى أن يكونَ له من أهل الأرض خليل، وأخبرَ أنَّ أحبَّ النِّساء إليه عائشة، ومن الرجال أبوها (٢).

ومنها: أنه قال: «إنَّ الله اتَّخَذَني خلِيلًا، كَمَا اتَّخَذَ إبرَاهيمَ


(١) البيت للنابغة الجعدي في «ديوانه» (ص ٢٦)، و «كتاب» سيبويه (١/ ٢١٥)، و «نوادر» أبي زيد (ص ١٨٩)، و «أمالي» القالي (١/ ١٩٢)، و «سمط اللآلي» (١/ ٤٦٥)، و «اللسان» (رحب، خلل). وبلا نسبة في «إصلاح المنطق» (ص ١١٢) و «مجالس ثعلب» (ص ٧٧)، و «أمالي المرتضى» (١/ ٢٠٢)، و «اللسان» (شرب، برر). و «أبو مرحب» كنية الظل، ويقال: هو كنية عرقوب الذي قيل فيه: مواعيد عرقوب.
(٢) أخرجه البخاري (٣٦٦٢)، ومسلم (٢٣٨٤) من حديث عمرو بن العاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>